د. وائل الحساوي
شعرت بالتعب والعجز عن كتابة مقالي لجريدة «الراي»، لكنني شاهدت أ
مامي على التلفاز صورة لطفل صغير ملقى في نعش تحمله مجموعة من الرجال وحولهم ثلوج كثيفة ويسيرون به إلى المقبرة، فأحببت أن أنقل لكم تلك الصورة.
إن سبب موت هذا الطفل ومئات الأطفال السوريين الآخرين هو تجمدهم من البرد الشديد الذي حل ببلادهم لبضعة أيام، فهل تصدقون أن البشرية تعجز في القرن الحادي والعشرين عن إطعام بضعة ملايين من أفرادها أو كسوتهم؟! ولنفترض أن الستة مليارات إنسان على وجه الأرض قد عجزوا أو تقاعسوا عن ذلك، فماذا عن أكثر من مليار ونصف المليار مسلم في العالم، هل يعجزون عن نصرة بضعة ملايين من المسلمين الذين تقطعت بهم السبل واضطروا إلى الهرب من ديارهم؟!!
أليس هو أمراً مخجلاً أن نشتكي من عدم القدرة على نصرتهم أو توفير المأوى المناسب لهم؟! وهل يكفي أن نشتم الغرب أو الأنظمة المعادية لنا على تقصيرهم وتآمرهم علينا بينما يجلس كبارنا على صناديق الذهب والفضة غير آبهين بما يجري لإخوانهم في العالم، ولو أن هؤلاء قد دفعوا زكاة أموالهم أو على الأقل جزءاً مما يسرقونه من حكوماتهم لصالح اللاجئين، لكفوهم شر السؤال والفقر!!
لنعترف بصراحة بأن معظم مشاكلنا ومآسينا هي من صنع أيدينا، وأن مشاعرنا تجاه إخواننا في العالم هي مشاعر متبلدة، ولولا فضل الله تعالى علينا ثم جهود مجموعة من أهل الصلاح وأهل القلوب الرحيمة لما استطعنا توصيل المساعدات الحاضرة إلى مستحقيها!!
اكتشف العلماء نوعاً من الحشرات التي تختفي داخل جدران معينة لسنوات طويلة ولا تخرج منها، فبحثوا كيفية حصولها على غذائها فوجدوا أن هنالك نوعا آخر من الحشرات يدخل إليها ليطعمها ويبقيها على قيد الحياة!! مثل لا يحتاج إلى تعليق!!
نتنياهو…يندد بالإرهاب!
أربعة ملايين متظاهر تجمعوا يوم الأحد الماضي في باريس للتنديد بالإرهاب الذي طال صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية، ونددوا جميعاً بالإرهاب الذي يستشري في العالم، وهذا أمر طيب، لكن تعجب العالم من مشاركة زعيم الإرهاب العالمي (نتنياهو) في تلك المسيرة!!
أكثر من ألفي مواطن فلسطيني في غزة قد لقوا حتفهم في شهر بسبب قصف الطائرات والدبابات غالبيتهم من الأطفال والنساء، وهدم آلاف المنازل على رؤوس ساكنيها، وقمع متواصل في غزة!!
يقول الرئيس الفرنسي إنه حاول منع نتنياهو من حضور التظاهرة ولكنه أصرعلى الحضور!! يحليلكم…افترضوا أن رئيس حماس قد قرر الحضور فهل ستسمحون له بالقدوم أم ستمسحون به الأرض؟!!
دعونا من نتنياهو فهو حبيب الكل ولا يمكن منعه من شيء، ولكن ماذا عن الصحف السويسرية التي أعادت نشر الكاريكاتيرات المسيئة للرسول – صلى الله عليه وسلم – بعد حادثة (تشارلي إيبدو) ولماذا لم يتم منعها مع معرفتهم بحساسية تلك الأمور للمسلمين في جميع بلدان العالم، بل إن الوفد المغربي لم يحضر المسيرة بسبب رفع رسوم كاريكاتيرية مسيئة للرسول في المسيرة!!
