منوعات

الجبل العاشق

عن أنس رضي الله عنه قال صعد النبي صلى الله عليه وسلم جبل أحد ومعه أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فرجف بهم الجبل، فقال: (اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان) رواه البخاري

وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إن أُحُدا جبل يحبنا ونحبه) رواه مسلم.

إن كان عجيبا أن يحب النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما فيه روح مما لا يعقل، كالشجر الذي كان يعرفه ويسلم عليه، وجذع النخلة الذي اشتاق إليه، وبكي لفراقه، فالأعجب حقّا، أن يحب النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما ليس فيه روح ولا عقل، شيء إن نظرتَ إليه ظننتَ أنه لا جماد، ولا يسمع ولا يرى، ولكنه في الحقيقة يسمع ويعقل، بل يشتاق ويحب، إنه جبل أحد الذي أحب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وسمع كلامه وأطاع أمره فسكن وثبت.

فتح الباري: ” الحب من الجانبين على حقيقته وظاهره، وقد خاطبه ـ صلى الله عليه وسلم ـ مخاطبة من يعقل، فقال لما اضطرب: (اسكن أحد) ومن شدة وجده وحبه أطاعه فسكن وثبت.

لا تلوموا اُحداً لاضطراب *** إذ علاه فالوجد داءُ أُحد لا يلام فهـو محبٌ *** ولكم أطرب المحب لقاءُ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى