قلم: مهندس/ محمود صقر.
ساحة عجيبة تجمع جيشاً عالمياً من مختلف الأجناس واللغات.
وما الذي جمعه. ؟ وحدة الغاية والهدف والشعور.
في هذا المكان يبيت الجيش ليلته، علي ضوء قمر ليلة العاشر ونجومه الزاهرة، يفترش الأرض، يلتحف السماء، يلبس كفناً، ينشغل بالتأمل والذكر والدعاء، يتجرد من كل علائق الدنيا.
يتهيأ لمعركة سيخوضها في الصباح ضد الشيطان وحزبه، يجمع من هذه الساحة أسلحته.
جيش يعرف عدوه جيداً، يحدد هدفاً لا يتجاوزه، لا يغيب عنه أبداً أنه في أرض جاء لينشر فيها السلام. سلام شامل يعم الإنسان والحيوان والطير والنبات.
أي تجاوز للهدف المحدد والتعدي علي حرمات الله يفسد عمل الجيش. !!
إنهم ترجمة حية لعظمة دين بسط أمنه وقداسته علي كل الأرض:( وجُعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً. )
جيش انتقل من نهار عرفات رمز المعرفة والعلم، إلي ليل المشعر الحرام رمز الشعور والوعي.
فلا فائدة لمعرفة وعلم بغير شعور ووعي.
مع حركة الشمس تنضبط حركة الجيش، إنه ينتظر ساعة الصفر للتحرك مع إشراقة شمس العاشر.
في هذا اليوم تبدأ المعركة ضد الشيطان وحزبه، تتوقف التلبية ليبدأ التكبير إيذاناً بالانتقال من مرحلة الولاء لله إلي مرحلة العداء والبراءة من الشيطان وحزبه.
في نفس ذات اليوم الذي تبدأ فيه المعركة، سيكون الاحتفال بعيد النصر. !!
إنها مدرسة الإسلام:( ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون، وعلي الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين. )
إنها الثقة في الله، والأمل الملازم للعمل.
أمةٌ، النصر تحت أقدامها. فقط ينتظر منها أن تحدد هدفها، وتعد ما استطاعت من قوة، وتعقد العزم وتتخذ القرار.
وهي رسالة أيضاً ألا تغتر بالنصر وتتخلي عن سلاحك وتخلد إلي الراحة.
إنها رسالة الحج لأمة الإسلام:
لانهضة لها إلا بالطواف، والسعي، وعرفات، والمشعر الحرام، والأضحية، والرجم.
الطواف: وحدة الغاية والهدف، والسعي: جدية وعمل، وعرفات: علم ومعرفة، والمشعر الحرام: شعور ووعي، والأضحية: فداء وتضحية، والرجم: عزم وإعداد.
هذا هو الطريق، وتلك هي الرسالة.
وحدة هدف، جدية وعمل، علم ومعرفة، شعور ووعي، فداء وتضحية، عزم وإعداد.
