تطعيمات منسية

المؤمن لا يعرف شيئا اسمه المرض النفسي لأنه يعيش في حالة قبول وانسجام مع كل ما يحدث له من خير وشر.. فهو كراكب الطائرة الذي يشعر بثقة كاملة في قائدها وفي أنه لا يمكن أن يخطئ لأن علمه بلا حدود، ومهاراته بلا حدود.. فهو سوف يقود الطائرة بكفاءة في جميع الظروف وسوف يجتاز بها العواصف والحر والبرد والجليد والضباب.
وهو من فرط ثقته ينام في كرسيه في اطمئنان وهو لا يرتجف ولا يهتز إذا سقطت الطائرة في مطب هوائي أو ترنحت في منعطف أو مالت نحو جبل.. فهذه أمور كلها لها حكمة وقد حدثت بإرادة القائد وعلمه وغايتها المزيد من الأمان فكل شيء يجري بتدبير وكل حدث يحدث بتقدير وليس في الامكان أبدع مما كان.. وهو لهذا يسلم نفسه تماما لقائده بلا مساءلة وبلا مجادلة ويعطيه كل ثقته بلا تردد ويتمدد في كرسيه قرير العين ساكن النفس في حالة كاملة من تمام التوكل.
وهذا هو نفس احساس المؤمن بربه الذي يقود سفينة المقادير ويدير مجريات الحوادث ويقود الفلك الأعظم ويسوق المجرات في مداراتها والشموس في مطالعها ومغاربها.. فكل ما يجري عليه من أمور مما لا طاقة له بها، هي في النهاية خير.
إنها تطعيمات اليقين في الله و الثقة فيه سبحانه.