تعرف على الديانة أو الحضارة التي تسببت في أكبر عدد من القتلى

رصدت دراسة أعدها الباحث الباكستاني نفيد شيخ، بجامعة لويسفيل بالولايات المتحدة الأميركية، حصيلة القتلى بسبب العنف الديني والسياسي خلال الألفي سنة الماضي، أي من 0 إلى 2008 ميلادية، معتمداً على نسخة معدلة من تصنيف لنظرية “صراع الحضارات” لصاحبها سامويل هنتنغتون.
نفيد الشيخ هو باكستاني محاضر بجامعة كيلي ببريطانيا، حاصل على ماجستير في العلاقات الدولية من جامعة دورام من المملكة المتحدة، وحاصل أيضاً على دبلوم الدرجة الأولى في العلوم السياسية والتاريخ المعاصر من جامعة بوكنغهام.
واعتمدت الدراسة التي أنجزها، على قائمة بيانات لأكثر 3000 حدثاً دموياً عبر التاريخ، حيث تم اختيار 276 حدثاً من أكثر الصراعات العنيفة في التاريخ، التي يفوق عدد ضحاياها عشرة آلاف، ليتم بعد ذلك تصنيف الأحداث بالاعتماد على الحضارات والديانات.
واعتمدت الدراسة في منهجيتها تصنيفاً لأبرز وأهم أحداث العنف إلى ثلاث أنواع وهي: الحروب، والحروب الأهلية، وعنف الحكومات (عنف مباشر: إبادات جماعية أو قتل جماعي، تصفية الشخصيات السياسية المعارضة)، والعنف الهيكلي، وهو عنف غير مباشر عبر القمع مثل نظام الفصل العنصري (الأبارتايد).
وشملت الدراسة، التي عنونها الكاتب بـ“عدد القتلى: دراسة إحصائية للعنف السياسي عبر حضارات العالم”، عدداً من الحضارات الإنسانية والديانات: الكتلة الشيوعية (الاتحاد السوفياتي والبلدان التي كانت تحت سيطرتها)، والإسلام عبر الشرق الأوسط وجزء من آسيا وإفريقيا، والمسيحية في أوربا وأميركيا وجزء من إفريقيا، والبوذية في شرق وجنوب آسيا، والهندوسية في الهند والنيبال، إضافة إلى عدد من الحضارات البدائية، لكن الدراسة لم تشمل الديانة اليهودية.
وخلصت الدراسة التي تعود لسنة 2009، إلى أن ضحايا الصراعات المختلفة عبر التاريخ يتراوح عددها بين 449 مليون و708 مليون ضحية، اشتركت فيها الحضارات والديانات المختلفة، منذ بداية التأريخ الميلادي إلى حدود سنة 2008.
وجاءت الحضارة المسيحية، وفق ذات الدراسة، على رأس الحضارات التي كانت سبباً في أحداث دموية بلغ عدد ضحايا ما بين 119,323,000 ضحية على الأقل، و236,560,000 على الأكثر، وتأتي دول الكتلة الشيوعية، معظمها كان بدون ديانة، الثانية في الترتيب، بعدد الضحايا ما بين 96 مليون ضحية على الأقل و153 مليون ضحية على الأكثر.
أما حضارة وادي السند، التي تضم باكستان والهند، فتسبب في ضحايا وصل عددهم ما بين 95 مليون و120 مليون ضحية، محتلة بذلك المرتبة الثالثة.
أما الحضارة البوذية فتسببت في وفاة ما بين 80 مليون و95 مليون ضحية في المرتبة الرابعة، تليها الحضارات البدائية في المرتبة الخامسة وتسببت في وفاة ما بين 34 مليون و56 مليون ضحية، لتأتي الحضارة الإسلامية في المرتبة ما قبل الأخيرة بعدد الضحايا ما بين 21 مليون و41 مليون ضحية.
أما الترتيب من حيث عدد الأحداث الدامية خلال 2000 سنة الماضية، فجاءت الحضارة المسيحية على رأسها بـ166 حدثاً دموياً، ثم الحضارة الإسلامية بـ81 حدث، ثم الكتلة الشيوعية ذات الغالبية الملحدة بـ19 حدث، ثم حضارة وادي السند بـ17 حدثاً، تليها الحضارة البوذية بـ15.
و جاءت الحضارة المسيحية على رأس الحضارات التي تسببت في أحداث دموية عبارة عن إبادة جماعية، متصدرةً ترتيباً لهذا النوع من الأحداث الدموية التاريخية بأحداث “النازية” عقب الحرب العالمية الثانية التي راح ضحيتها 16 مليون ضحية من اليهود والعبيد والمثليين والرومان.
وتبقى الأحداث الأكثر دموياً عبر العالم هي الحرب العالمية الثانية، التي تحاربت فيها الحضارة المسيحية والبوذية، وسقط ما بين 55 مليون و72 مليون ضحية خلالها، وأوردت الدراسة ضمن الأحداث التي يتجاوز عدد ضحاياها عشرة آلاف الحروب المغربية الإسبانية والتي راح ضحيتها عدد من القتلى ما بين 10,000 و15,000.
صاحب الدراسة يخلص إلى أن الرقم المتوسط لضحايا العنف السياسي بلغت ما بين 0 و2008 ميلادية حوالي 579 مليون، أي ما يعادل ضعف سكان الولايات المتحدة الأميركية، أما من حيث المقارنة فالحضارة المسيحية كانت الأكثر دموية وعدوانية، حيث كانت السبب في وفاة متوسط يصل إلى 117 مليون شخص عبر عدة أحداث دموية.