حوادث وقضاياشؤون عربيةشـؤون خارجيةصورة و خبر

تقرير إسرائيلي.. دور مصر في غزة يتجاوز حدود الوساطة التقليدية

اعتبر ليؤور بن آري، في تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن الدور المصري في قطاع غزة يشهد تصاعدا ملحوظا يتجاوز حدود الوساطة التقليدية.

دخول فريق مصري إلى غزة: لحظة محورية

وأشار التقرير إلى أن دخول فريق مصري مُتخصّص إلى غزة — مزوّد بأجهزة لتحديد مواقع الجثث — للبحث عن رفات الأسرى الإسرائيليين، يُعدّ لحظة محورية في ترسيخ الدور المصري كوسيط أساسي في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وأوضح أن هذا التحرّك، رغم عدم نصّ الاتفاق عليه صراحةً، جاء بناءً على إحداثيات قدّمتها إسرائيل للقاهرة، وتم بموافقة تل أبيب — التي رفضت طلبًا مشابهًا من تركيا، ما يعكس ثقة إسرائيلية واضحة بالقاهرة وقيودًا على الدور التركي.

ونقلت الصحيفة عن قناة “القاهرة الإخبارية” أن مصر “توفر الدعم اللوجستي والمعدات اللازمة للمساعدة في العثور على جثث الرهائن، نظرًا لحجم الدمار الهائل في القطاع”.

مساران استراتيجيان: وساطة و”ما بعد الحرب”

وأكد التقرير أن مصر تسير على مسارين متوازيين:

  1. الوساطة المستمرة:
    من خلال استضافة المحادثات حول تنفيذ الهدنة والدفع باتجاه المرحلة الثانية، مع تأكيدات رسمية مصرية على “أهمية ترسيخ وقف إطلاق النار لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة”.
  2. التحضير لـ”ما بعد الحرب”:
    عبر دفع الفصائل الفلسطينية إلى اتفاق داخلي يُحدّد شكل الحوكمة في غزة، وفق الإطار الذي حدّده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
  3. وأشارت الصحيفة إلى أن القاهرة تستضيف محادثات مكثفة بين الفصائل الفلسطينية، شملت:
  • وفد حماس برئاسة خليل الحية،
  • وفد فتح بقيادة حسين الشيخ (نائب رئيس السلطة الفلسطينية)،
  • وماجد فراج (رئيس المخابرات الفلسطينية)،
    إضافة إلى لقاءات منفصلة مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وأفادت أن الطرفين اتفقا على “ترتيب البيت الفلسطيني”، وأصدرا بيانًا مشتركًا يلخّص التفاهمات، رغم أن حماس — وفق التقرير — “لا يُتوقع أن تلعب دورًا حكوميًّا بعد انتهاء القتال”.

وكشفت المصادر أن التفاهمات تشمل الدعوة إلى قرار من مجلس الأمن لإنشاء قوة دولية مؤقتة في غزة، تُدار تحت إشراف مصري، وتكون محدودة وموقتة، لضمان عدم تكرار سيناريو الفراغ الأمني.

كما تعمل مصر على استضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة الشهر المقبل، دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وطلب من رئيس الوزراء إنشاء آلية وطنية لجمع التبرعات من الشعب المصري.

وأوضح التقرير أن استراتيجية القاهرة تنبع من حسابات دبلوماسية ومصالح ذاتية:

  • أمنية: رفض تجدّد القتال الذي يهدد استقرار سيناء.
  • اقتصادية: تجنب خسائر إضافية بعد تراجع إيرادات قناة السويس (التي تقدر بنحو 9 مليارات دولار سنويًّا).
  • إنسانية: استقبال مصابين فلسطينيين، ورفض أي محاولات لترحيل الفلسطينيين من غزة.

ورغم تواصل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان، ودعوته لـمشاركة فاعلة في إعادة الإعمار، فإن القاهرة تسعى بوضوح إلى احتواء النفوذ السياسي لأنقرة في الملف الفلسطيني، وفق ما أشارت إليه الصحيفة.

ختمت “يديعوت أحرونوت” تقريرها بالقول: “من خلال دخولها غزة، وقيادتها للمصالحة الفلسطينية، وإدارتها لمراحل ما بعد الحرب، تُثبّت مصر مكانتها كوسيط لا غنى عنه في أي ترتيب إقليمي قادم. فالبحث عن جثث الرهائن ليس فقط عملاً إنسانيًّا، بل إعلانًا صريحًا: مصر، وليس قطر أو تركيا، هي من تسعى إلى رسم مستقبل غزة، وإعادة تأكيد دورها كقوة عربية محورية”.

المصدر: يديعوت أحرونوت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى