محليات
تقرير حول «العلاقات الكويتية التركية».. صداقة تاريخية يعززها تعاون سياسي واقتصادي وثقافي


تأتي الزيارة الرسمية التي سيقوم بها رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم لدولة الكويت يوم غد الثلاثاء تأكيدا على متانة العلاقات المتميزة التي تربط بين الكويت وانقرة منذ عقود.
وترتبط دولة الكويت بعلاقات متميزة مع الجمهورية التركية مبنية على أسس الصداقة التاريخية المشتركة وعززها تعاون البلدين في الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية.
وتأتي هذه الزيارة تلبية لدعوة من سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي الذي أجرى زيارة الى تركيا في سبتمبر الماضي تمخضت عن توقيع ست اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدة مجالات الى جانب عقد المنتدى الاقتصادي التركي الكويتي بمدينة اسطنبول بمشاركة واسعة من ممثلي القطاع الخاص في كلا البلدين.
وشهدت العلاقات الكويتية التركية في الأعوام الأخيرة تطورا ملحوظا بفضل الرؤى المشتركة التي يتقاسمها البلدان حول العديد من القضايا ما جعلها تتطور إلى شراكة مبنية على أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
واستثمر البلدان الصلات الثقافية والتاريخية التي تجمع الشعبين في تعزيز أواصر الصداقة بينهما مستغلين في الوقت ذاته رابطهما المشترك للدين الإسلامي وموقعهما الجغرافي.
ويعود تاريخ العلاقات الكويتية التركية الى عام 1969 عندما وقع الطرفان اتفاقية اقامة العلاقات الدبلوماسية والتي أعقبها تبادل افتتاح السفارات في البلدين عام 1970 الذي شهد ايضا توقيع اتفاقية النقل البري للبضائع والمسافرين.
وفي عام 1975 وقع الطرفان اتفاقا ثقافيا وآخر للتعاون في الخدمات الجوية بين البلدين عام 1977 واتفاقية للتعاون الاقتصادي والفني والصناعي عام 1982 واتفاقية للحوالات البريدية عام 1986 ومثلها لتشجيع وحماية الاستثمارات عام 1988.
وبعد تحرير الكويت من الغزو العراقي شهدت العلاقات الكويتية التركية تطورا لافتا بعد زيارة أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح الى انقرة في نوفمبر عام 1991 والذي أعرب خلالها عن تقدير الكويت وامتنانه الشخصي لموقف تركيا من الغزو العراقي وتضامنها مع الحق الكويتي.
ومنذ الساعات الأولى للغزو العراقي نددت تركيا بهذا العمل الهمجي واعتبرته عدوانا واعتداء على القانون الدولي ومبدأ الشرعية الدولية وأعلنت تضامنها مع الكويت للمطالبة بعودة السيادة والاستقلال اليها.
ولم تكتف تركيا عند هذا الحد اذ اتخذت موقفا مشرفا عقب الغزو وقررت منع مرور النفط العراقي عبر اراضيها كما أعلنت انضمامها الى التحالف الدولي الذي قاد معركة تحرير الكويت وساهمت بفعالية في قوات هذا التحالف رغم الخسائر الاقتصادية التي منيت بها جراء موقفها.
وفي اكتوبر عام 1997 زار الرئيس التركي الراحل سليمان ديميريل الكويت وأجرى محادثات مع أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح تناولت العلاقات الثنائية وعددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.