Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اقتصادخبر عاجلصورة و خبر

ثقة الأسواق في النفط تتراجع

 تقريراقتصادي

مضخة نفط في شركة روزنفت الروسية في حقل في غرب سيبريا يوم 26 يناير كانون الثاني 2016. تصوير سيرجي كاربوخين - رويترز.
مضخة نفط روسية

السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة ، ولا شك في أن الاحداث السياسيية الملتهبة في منطقة الشرق الأوسط تلقي بظلال قاتمة على الساحة الاقتصادية خصوصاً أسعار النفط التي تدهورت كثيرا فى نهاية 2015 وبدايات العام الحالى 2016.

كثير من المحللين يتوقع بقاء أسعار النفط عند مستوياتها المتدنية تلك ، والأسباب كثيرة منها هناك أيضا عودة المارد الايراني  بطاقته الإنتاجية قبل فرض العقوبات الاقتصادية عليه عام 2011 وعدم التوافق بين دول منظمة أوپيك لاحتواء هذه الكمية بمعنى التخفيض من بعض دول المنظمة لاستيعاب الكمية التي فقدتها إيران من حصتها بسبب العقوبات الاقتصادية.

ولا شك في أن مستوى اسعار النفط عند الـ 30 دولارا للبرميل يعني عجزا فعليا للكويت التي تحتاج لسعر صافي لا يقل عن 60 دولارا للبرميل، وانتاج للنفط لا يقل عن 2.9 مليون برميل يوميا لتتمكن من جني إيرادات تقدر بنحو 20 مليار دينار وهو ما تحتاجه الدولة لتغطية مصروفاتها المتنوعة وكذلك المضي بالخطط التنموية من دون تعثر، أما عند 30 دولارا للبرميل فهذا معناه إيرادات بنحو 10 مليار دينار ، مما يترتب عليه عجز تقديري كبير .

وفي أحدث تقرير صادر عن بنك الكويت الوطني أكد  فيه أن  بدايات عام 2016  صاحبها استمرار الأسواق في تسجيل تراجع في أسعار النفط  لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ اثني عشر عاما.

 سعر مزيج برنت تراجع  ليصل إلى 27.8 دولارا للبرميل في 20 يناير وهو أدنى مستوى له منذ نوفمبر من العام 2003 وذلك في ظل مجموعة من العوامل متمثلة في ازدياد وفرة الإنتاج وتزايد المخزون وتراجع نمو الأسواق الناشئة المرتبطة بالصين إلى جانب قوة الدولار. وتراجع أيضا مزيج غرب تكساس المتوسط ليصل إلى 26.5 دولارا للبرميل.

الأسعار بدأت بالتعافي نوعا ما مع نهاية الشهر لاسيما مع ارتفاع سعر مزيج برنت ليصل إلى 34 دولارا للبرميل متأثرا بمباحثات روسيا وأوپيك حول خفض الإنتاج.

التقرير أوضح ان أسعار العقود الآجلة شهدت تقلبات خلال شهر يناير، إذ تفاوتت آراء المحللين وأداء الصناديق الاستثمارية ما بين عمليات البيع والشراء.

وبحلول نهاية يناير استعادت بعض الصفقات زخمها وسط تحسن تفاؤل المستثمرين إثر الأنباء بشأن خفض الإنتاج.

وتفاوتت أسعار التوصيل للعامين 2017 و2018 بين 41 و46 دولارا للبرميل، اقل بصورة طفيفة عن توقعات المحللين.

وعلى الرغم من الانتعاش الذي شهدته الأسعار في نهاية شهر يناير، مازالت ثقة الأسواق في تراجع عاكسة بذلك صلب المشكلة التي تواجهها أسواق النفط والمتمثلة في استمرار وفرة الإنتاج.

وقد يتأخر التأثير الإيجابي على الأسعار نتيجة التراجع الذي تتوقعه وكالة الطاقة الدولية في الإنتاج من خارج منظمة أوپيك في 2016، بواقع 600 ألف برميل يوميا، لحين العام 2017 على أقل تقدير لاسيما مع رفع الحظر والعقوبات عن إيران مؤخرا وتطلعها لإضافة ما لا يقل عن 500 ألف برميل يوميا للأسواق بحلول منتصف العام 2016.

 إنتاج أوپيك

التقرير لفت الى تراجع إنتاج أوپيك بواقع 190 ألف يرميل يوميا في ديسمبر ليصل إلى 32.2 مليون برميل يوميا وذلك وفق مصادر ثانوية مستقاة من منظمة أوپيك.

انتاج اوبيك يشمل إنتاج اندونيسيا بعد أن تمت إعادة إدخالها إلى المجموعة لتصبح الدولة التي تحمل العضوية الثالثة عشرة في المنظمة، وذلك خلال الاجتماع الذي جرى في الرابع من ديسمبر الماضي.

السعودية سجلت أكبر تراجع في الإنتاج بواقع 40 ألف برميل يوميا ليصل إنتاجها إلى 0.1 مليون برميل يوميا.

ويعد ديسمبر الشهر العاشر على التوالي الذي تضخ فيه السعودية أكثر من 10 ملايين برميل يوميا ليصل متوسط إنتاجها السنوي إلى أعلى مستوى له عند 10.2 في العام 2015.

ولا تزال الرياض ملتزمة بالحفاظ على حصتها السوقية في ظل أسعار النفط المتدنية، لذا فإن أي خفض محتمل في إنتاج أوپيك قد يأتي نتيجة رغبة المنظمة بقيادة السعودية في الحفاظ على مشاركة بعض الدول المنتجة من خارج منظمة أوپيك مثل روسيا، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن الدول ستلتزم بسقف إنتاجها.

دول الخليج للكويت سجلت ارتفاعا بسيطا في الإنتاج باستثناء الكويت وذلك مقارنة بنهاية عام 2015، إذ ارتفع إنتاج الإمارات وقطر بصورة طفيفة نسبيا بواقع 10 آلاف إلى 20 ألف برميل يوميا ليستقر عند 2.9 مليون برميل يوميا و0.67 مليون برميل يوميا على التوالي. وتراجع إنتاج الكويت بواقع 10 آلاف برميل يوميا ليصل إنتاجها إلى 2.7 مليون برميل يوميا في شهر ديسمبر.

 تقرير «الوطني» أظهر ان البيانات الأخيرة للوكالة الأميركية لمعلومات الطاقة تشير إلى تباطؤ نمو إنتاج النفط الصخري في 2015 إلى 0.9% أو 81 ألف برميل يوميا من 12.3 في العام 2014، كما تشير البيانات الأسبوعية للوكالة إلى تراجع الإنتاج من أعلى مستوى له عند 9.6 ملايين برميل يوميا في يونيو من العام 2015 ليصل إلى 9.2 ملايين برميل يوميا اعتبارا من الثاني والعشرين من يناير 2016 مسجلا تراجعا بواقع 389 ألف برميل يوميا أو 4.0%.

الأسواق  تعيش حالة من الترقب الشديد للاحداث السياسية الملتهبة فى أكثر من مكان لاسيما في منطقة الشرق الأوسط ، وتحيط التساؤلات بردة فعل أوپيك بشأن الإنتاج بما فيه الإنتاج الإضافي الذي ستقدمه إيران للأسواق ومدى تأثر إنتاج الدول من خارج أوپيك بتراجع الأسعار، ورغم وجود احتمال ارتفاع الأسعار في ظل الظروف السابق ذكرها، إلا أنه من المهم ألا يتم إغفال أن أسعار النفط قد بلغت أدنى مستوى لها خلال شهر يناير الفائت. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى