آراءمحلي

الفدغم: 7% من أطفالنا موجوعون.. ولا نحس بهم

علي الفدغم
علي الفدغم

علي الفدغم:

مشكورة، أهدتني المهندسة فاطمة جوهر حيات كتاب “هكذا أفكر”، لديفيد جرانت وترجمة عبلة احمد بصة، تجولت بين الصفحات، ما بين ومتعة وفائدة ومعلومة وإحساس بألم أطفال.

الكتاب يتحدث عن عسر القراءة واضطراب التآزر الحركي، أو الديسلكسيا أو الديسبراكسيا، حسب المصطلح العلمي، ومعاناة الأطفال والأهل وخصائص المصابين بهذه المشكلة.

لست هنا بصدد عرض الكتاب والدعاية له على أهميته، بل بصدد المشكلة التي يعاني منها الأطفال والآباء ولا يعون المشكلة, وأحيانا لا يدرون إن كانت هناك مشكلة من الأساس. و نتفاجأ إن المصابين في الكويت نسبتهم لا تقل عن 7% من طلبة الابتدائية فقط، دون سواها من المراحل، وهذا يعني أننا لابد أن نعرف منهم الكثير، لكن لا نعرف مصابهم.

هؤلاء المصابين  -لا أقول المرضى – أهملوا بغير قصد منا، فتفاقم مصابهم نفسيا وبدنيا. فمنهم من يدعون بالأغبياء وما هم بأغبياء، ومنهم من يتهمون بمس الجن وما للجن من سبيل عليهم، فيصبح الأهالي في حيرة من أطفالهم بين معاناة تربيتهم أو إهمالهم. وإما المصابون فيؤنبون ويضربون وقد يكوون بلا جدوى بجهل وقلة وعي المجتمع.

المصابون الديسلكسيا قليلو التركيز سريعو النسيان، يعيشون بمشكلتهم ويتأقلمون مع آلامها. فإذا عرفوا سبب إصابتهم تحولوا إلى الراحة النفسية وتصالحوا مع ذواتهم بعدما صدقوا نعوت الآخرين لهم.

ولا أذيع سرا كما لا أنتج حلا إذا قلت إن الجمعيات المهتمة بالديسلكسيا والديسبراكسيا جهودها  تسير ببطء لقلة الدعم الأهلي والحكومي. ولابد لوزارة التربية القيام بالتعرف على الأطفال المصابين في بداية سني الحضانة والروضة قبل أن يتألم الطفل ردحًا من الزمن بلا ذنب إلا لجهل من أهله ولتجاهل المعنيين الحكوميين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى