
عبدالمحسن يوسف جمال يكتب:
من يتابع اسلوب الامم المتحدة الحالي وبالأخص تصريحات الامين العام، يجد أن هذه الهيئة تسعى جادة الى نشر مفهوم السلام، وتعمل بمثابرة لإيقاف اي حرب تشتعل هنا وهناك في هذا العالم الفسيح.اللافت للنظر أن مجلس الامن واغلب الاجتماعات العالمية تنصب على حل مشاكل مشتعلة في عالمنا العربي بالدرجة الأولى.فالدول الكبرى، وخصوصا وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا يبذلان وقتا وجهدا غير مسبوقين ليس لعلاج مشاكل دولتيهما، بل لعلاج مشاكلنا كعرب؛ خاصة أننا أشعلنا حروبا عدة؛ أخذت تسبب تهديدا للسلام والأمن العالميين، وأفرزت مشاكل جديدة غير مسبوقة صنفها مجلس الامن كأخطر إرهاب دولي يهدد شعوب العالم وحكوماته.
ومع الاسف الشديد ان هذا الارهاب يدعي مرتكبوه انه رؤية اسلامية للحياة وعلاقة الشعوب فيما بينها، مع ان ذلك كذب صراح وفقا للفهم الصحيح للاسلام كدين سماوي عالمي، جاء للناس بالرحمة والخلق الكريم.
الامم المتحدة، ومن خلال اجتماعات اممية وتدخلات غير مسبوقة في العلاقات الدولية، وتدخل مباشر لتوجيه سياسات دولنا العربية لترشيدها وإلزامها بالحوار السياسي الشفاف، وفقا للدبلوماسية المعروفة عالميا، والمؤسسة في مبادئ الأمم المتحدة التي أنشئت بعد الحرب العالمية الثانية، لحل مشاكل العالم من خلال السلم والحوار البناء وليس الحروب التي لن تأتي بالحلول بل بالدمار والقتل والتخريب، وما بروز الارهاب الدولي (المصنف مع الاسف على انه اسلامي) الا نتيجة صارخة لخطأ اختيار الحرب كحل.
هذا الفهم الواضح والصريح هو من اهم مبادئ الامم المتحدة التي تدرس لجميع طلبة العلوم السياسية في العالم ولا تحتاج إلى جهد ليفهمها سياسيون ممارسون، ولا يحتاج إلى اشعال حروب عربية – عربية تشغل العالم وسياسييه ودوله وشعوبه وتربك عمل مجلس الامن.
لذا فإن الامل أن تُحدثَ اجتماعات الامم المتحدة في جنيف هذه الأيام حراكا عربيا جديدا؛ يقنعنا للعمل جادين على إيقاف الحرب في سوريا، واقناع السوريين للجلوس معا، والحوار السياسي لمحاصرة حركات الارهاب الديني أولا، ولإيجاد حلول ترضي الشعب العربي السوري تاليا.. ولتكون مدخلا أيضا لإيقاف الحروب والعنف في كل مكان.