
عبدالمحسن يوسف جمال:

تكونت بين الامم المتحدة والكويت علاقة «محبة سياسية» منذ بضع سنوات.فها هي الامم المتحدة تختار ارض الكويت مرة اخرى، لتكون المكان المفضل لحل قضية التنازع بين الاشقاء اليمنيين، بعد ان اختارتها سابقاً مرتين، لتكون البلد الحاضن لآلام السوريين، ومرة ثالثة احدى الدول الداعية الى مساعدتهم في اجتماع لندن الاخير.فخبراء الأمم المتحدة يعون جيداً ان دولة الكويت من الدول القليلة في العالم، التي يحرّم دستورها الحرب الهجومية، وبالتالي هي من الدول المحبة للسلام والمؤهلة سياسياً وقانونياً لنشر المحبة بين شعوب العالم، والتي يعتبر اميرها احد قادة العالم القلائل، الذين يملكون تجربة ثرية في مجال العمل الانساني والسياسي في هذا العالم المتصارع.ولعل تألق الكويت هذه الايام مهم للعرب، خاصة ان منفذي الاعمال الارهابية في اوروبا، وبالاخص في بلجيكا وفرنسا، هم من الاوروبيين ذوي الاصول العربية، الذين حاربوا في مناطق الصراع الحالية في سوريا والعراق، كما ان كل الحركات الارهابية يتبناها عرب بخلفية اسلامية.
لذا كان من المهم ان تبرز دولة عربية تتبنى السلام وتبين للعالم ان من العرب من يناهض الحروب ويرفض الارهاب، ويعمل جاهدا لنشر الطمأنينة بين البشر.
من هنا تأتي اهمية اقامة المفاوضات اليمنية، التي ترعاها الامم المتحدة على ارض الكويت، والتي نتمنى ان يكتب لها السلام، وان تكون نهايتها فرض وقف القتال نهائياً والتجاء الأطراف المتصارعة الى الحلول السلمية، والى الدبلوماسية التي تستوعب بحلولها كل المشاكل، بشرط ان تبتعد الاطراف الاخرى عن تأجيج الصراع والعمل على إدامته.
الكويت اذا نجحت بإذن الله، وبالتعاون مع الامم المتحدة والدول المعنية، فسيكون لها قصب السبق في الحفاظ على دماء العرب، وبالاخص الشعب اليمني، ذلك الشعب العربي الاصيل، الذي ينبغي على ابنائه ان يعملوا جاهدين لحل مشاكلهم بالطرق السلمية، خاصة انهم على ارض الكويت، التي لن تترك جهداً لرأب الصدع واظهار العرب بالمظهر الحضاري اللائق بهم.