
في السياسة الدولية هناك قواعد محددة واضحة، على جميع اللاعبين الدوليين الالتزام بها كي لا يواجهوا العالم، وبالتالي يفشلوا في رهانهم، ومن ثمّ سلطتهم.
هذه القواعد تتغير بين فترة وأخرى وفق المتغيرات التي تحددها بعض القوى الكبرى او الوسطى هنا او هناك.
والدول تتعامل مع هذه المتغيرات من خلال مصالحها الحيوية وتطور الاحداث.
وكلما كانت سياسة الدولة مرنة وقابلة للتأقلم مع هذه المتغيرات اعطت لنفسها عمراً اطول والعكس بالعكس.
ومن يتابع ما يكتب عن دولنا العربية اليوم يجد ان هناك العديد من الملاحظات التي ينبغي علينا كمسؤولين ومنظمات مجتمع مدني ومراكز بحوث ان ندرسها ونتعامل ايجابيا معها:
1ــ فقدان عالمنا العربي وجود نظام تسوية المنازعات في ما بين دولنا واختلافاتها.
فالجامعة العربية لم تعد قادرة على حل النزاعات العربية ــ العربية، بل انها ربما اصبحت جزءا من «المرض العربي»، والتي تحتاج الى تطوير وتعديل نظامها واسلوب تعاملها مع الاحداث.
ولقد ادرك المجتمع الدولي ذلك، فاضطر الى سحب جميع الملفات العربية منها، وتسليمها الى مبعوثين دوليين، بعد ان عجز العرب عن ايجاد حلول لأزماتهم في سوريا واليمن وليبيا والصومال.
2 ــ ترهل بعض الانظمة العربية وفقدانها ابسط قواعد الحكم الرشيد المنشود عالميا، من خلال المشاركة الشعبية واحترام حقوق الانسان ومحاربة الفساد وتداول السلطة، والتعددية السياسية وقدرته على الحماية الذاتية، وعدم الاعتماد على القوى الدولية التي لم تعد قادرة على التدخل العسكري في كل مكان.
3 ــ ظهور نظرات جديدة في تغيير تحالفات سياسية كان لها وزنها سابقا، اما اليوم فإنها ستكون من الماضي.
كل ذلك يجعلنا نهتم بهذه المتغيرات ونستعد لها ونتوقع غير المتوقع في مفاجآت السياسة الدولية.