
وسط اجواء مكفهرة، وصراعات عديدة في المنطقة، وتدخل خارجي، والعديد من التكهنات واللغط، جاء حديث صاحب السمو امير البلاد لـ القبس، حديث العالم ببواطن الامور، وحديث الملم بما يدور حولنا من احداث، والخبير بعلاجات المشاكل، والحكيم بالتعامل مع القضايا الشائكة. فالكويت، التي تحتل موقعاً مميزاً في منطقة الخليج، وبين دول لها نفوذها، تعي جيدا دورها ومسؤوليتها التاريخية في الحفاظ على امن المنطقة وأمنها. فالكويت كانت وما زالت موضع احترام وتقدير من كل الدول المجاورة ودول العالم كافة، بما فيها الدول الكبرى. فالكويت نسجت من خلال سياستها الخارجية الحكيمة مكانة اقليمية ودولية بهرت سياسيي العالم، كونها دولة صغيرة المساحة، كبيرة العطاء، وقادرة على الموازنة في احلك الظروف. فهي من جهة تبني لشعبها وللمقيمين على ارضها أمنا من غير اضطهاد، وأمانا من غير تعسف، وحياة كريمة من خلال التسامح المرن والحزم الحكيم. وبنت علاقاتها الحميمة مع محيطها الخليجي بناء محكما، من خلال مجلس التعاون الخليجي، الذي اصبح نموذجا للتلاحم العربي، وان ما يمسه يمسها، وخاصة وسط هذه الاضطرابات السياسية الصعبة. كما ان الكويت بنت علاقات نموذجية مع دول الجوار، متجنبة قدر الامكان كل السلبيات التي تحدثها حوادث هنا او هناك، مستهدفة مصلحة شعوبها وأمنها، وكرامة الانسان الذي يعيش عليها.
هذه السياسة الرصينة هي التي تجعل سمو الامير يقول بكل اطمئنان وثقة «انه لا داعي للقلق، فالكويت بخير، والآتي أفضل»، بل ان الكويت تسعى الى نشر هذا الاطمئنان والخير في المحيط كله، من خلال رسائل المحبة والانسانية والاخوة الصادقة بين الجميع، حتى اصبحت بحق موضع احترام وثقة كل دول العالم، التي زكتها من خلال الامم المتحدة، لتصبح بلد الانسانية بأميرها وقائدها امير الانسانية.
الكويت تعي دور المملكة العربية السعودية في المنطقة وان ما يمسها يمسنا، وتعي ايضا دور الجمهورية الاسلامية في ايران وتفهمها للمصالح الكويتية والخليجية، واهمية المحافظة على امن المنطقة. والجميع لا شك انه يعي دور دولة الكويت المخلص في تقارب الشعوب وتنمية مواردها، وبناء منطقة بعيدة عن الصراع والتوتر خدمة لشعوبها، وسعيا لاستتباب السلام العالمي.
في حديث سموه وردات الفعل الايجاببة، تبين ان كلمة الحكمة تشيع الاطمئنان بين الناس، وحديث المنطق يخاطب العقول ويقنعها بصوابيته، والكلمة الصادقة تتناغم بسرعة مع القلوب الصافية.
مرة اخرى نفتخر نحن الكويتيين بحكمة قائدنا وتمسكه بالنهج الاصيل، الذي يرتضيه العرب والمسلمون واحرار العالم، وبإشاعة السلام والمحبة ورسائل الود من خلال الكلمة الطيبة، التي هي كالشجرة الطيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي اكلها كل حين بإذن ربها.
فشكرا لك يا صاحب السمو على حرصك ومحبتك لمواطنيك، وشكرا لحرصك على سلامة منطقة الخليج، وشكرا لعملك المتواصل على الامن والسلام العالميين. ونفتخر نحن اهل الكويت انك قائد لمسيرتنا، وحريص على امننا، ومتواصل معنا في كل الظروف.
وشكرا للاستاذ عبداللطيف الدعيج، الذي كان سببا لهذا الحديث الشيق.
ajamal2@hotmail.com