
بينما يهدد الكونغرس الاميركي دولا وحكومات وشعوبا، ويصدر قوانين لحروب هنا وهناك، فانه يقف اكثر من مرة مصفقا لرئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتانياهو، الذي جاء يعلمهم ما الصواب لدولتهم وما الخطأ , في مفارقة مضحكة لمن اعتبروا ان التاريخ انتهى بانتصارهم على كل شعوب العالم، الا ان يهوديا وقف ليقول لهم: عليكم ان تفعلوا ما هو صواب وتجتنبوا ما هو خطأ, ثم قال لهم ان الصواب ليس ما تقرره حكومتكم وشعبكم، ولكن الصواب هو ما اعلمكم انا!فلا يملكون الا ان يقفوا ليصفقوا له مرات ومرات!يأتي الى الكونغرس منتشيا باصوات الناخبين الاميركان اليهود، ليهدد رئيسهم ويطرح ما يخالف رأيه ويخطئه في سياسته الخارجية، ويخطئ وزير خارجيته، ليقف اعضاء الكونغرس مصفقين له بطريقة غريبة، من مشرعين انتخبهم شعبهم ليتعاونوا مع حكومتهم، فاذا بهم يقفون مصفقين لرئيس وزراء كيان صغير لا تبلغ مساحته مساحة اصغر ولاية عندهم , لقد كانت الصورة لافتة للنظر، فالمراقب لا يجد ما يبرر خوف اعضاء الكونغرس من «الصوت اليهودي»، الذي ينجح هذا ويسقط ذاك بطريقة كوميدية في «اقوى دولة في العالم»!هل يعقل ان هذا الكونغرس الذي يهدد ويتوعد العالم كله لا يملك الا التصفيق وقوفا لأكثر من مرة اذا كان الذي يخاطبهم «يهوديا»!هل يعقل ان الكونغرس الذي يعمل على اسقاط حكومات وتقسيم دول وتهديد شعوب هو هذا نفسه، الذي كرر التصفيق اكثر من مرة بطريقة «مستغربة» فقط لان الذي امامهم هو رئيس وزراء اسرائيل!والمضحك انه حتى حين قال لهم حقيقة معمولا بها على مدار التاريخ، ان عدو عدوك صديقك، ولكنه قالها بطريقة معاكسة وهي ان عدو عدوكم – ايها الاميركان – عدوكم! لم يسمعوها حتى قاموا جميعهم مصفقين في مشهد ليس له تفسير، الا ان الذي قالها هو نتانياهو، لذلك لا بد ان يصفقوا له واقفين وان كان ما قاله يخالف مصلحة بلادهم، وليس له معنى في العمل السياسي، وبخلاف سياسة رئيسهم وحكومتهم واستراتيجية دولتهم! لا يريد لاميركا ان تعقد اي اتفاق الا اذا كان من مصلحة اسرائيل، والا فان عليهم الوقوف ضد رئيسهم وحكومته فما كان منهم الا الوقوف مصفقين!