

يكتب:
بعد انتظار طال، واجتماعات عدة في أكثر من بلد، وبعد تهديدات ووعود، وبعد مرور أكثر من عقد، ها هو المجتمع الدولي ممثلا بالدول الاقوى يعقد اتفاقا تاريخيا مع ايران، يعلن فيه نجاح الدبلوماسية الهادئة والطويلة حول الخلاف الشائك لبرنامجها النووي ورفع العقوبات الاقتصادية عنها،نجاح الدبلوماسية العالمية هذه، التي تمثلت في الدول الخمس العظمى وألمانيا في مقابل الجمهورية الاسلامية في ايران، وهي احدى دول العالم الثالث، يعطي درسا ان من يستخدم الدبلوماسية بحنكة وحكمة ومهارة وصبر سينال ثمارها، ولو بعد حين.
فعلماء السياسة حين وضعوا النظريات السياسية في الحوار والدبلوماسية والمفاوضات، كان قصدهم الاول أن هناك أساليبَ سلميةً وطرقاً انسانية وتكتيكاتٍ سياسية، يمكن من خلالها ابعاد شبح الحروب عن العالم.
اتفاق ايران ودول «1+5» سيبقى احد دروس الدبلوماسية العالمية التي ستدرس في الجامعات والمعاهد السياسية كواحد من انجح الاساليب الدبلوماسية، التي استطاع فيها الانسان تجنب العنف والقتال وسفك الدماء ودمار المدن وتهجير اهلها، من خلال الكلمة والحوار والتفاوض.
فمقابلة الحُجة بالحجة، والكلمة بالكلمة، والرأي بالرأي، ستؤتي ثمارها، ولو بعد حين.
وان اعداء الامس في السياسة يمكن ان يكونوا اصدقاء اليوم في الاقتصاد، وان مقولة رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل ما زالت حية «في السياسة ليس هناك عدو دائم او صديق دائم، هناك مصالح دائمة».
وله أقوال لها وزنها السياسي في هذا المجال منها:
«الشخص المتواضع هو الذي يمتلك كثيراً ليتواضع به».
و«إمبراطور المستقبل هو العقل».
و«ستظهر الرحمة، ولكننا لن نطلبها».
و«المتشائم يرى محنة في كل محنة، والمتفائل يرى منحة في كل محنة».
و«لا تستسلم أبداً أبداً أبداً أبداً».
و«إذا كنت ترغب بحق في اكتشاف بحار جديدة، يجب عليك أن تتحلى بالشجاعة لمغادرة الشاطئ».
انها الدبلوماسية التي خلقت دولا وامبراطوريات على مدى التاريخ، وحافظت عليها، وهي افضل من حروب وعقوبات تهلك الحرث والنسل.
هكذا علمتنا الحياة وعلمنا المصطفى (صلى الله عليه وآله وأهل بيته وصحبه).
فدروس الحياة وفيرة، ولكنها تريد من يرغب أن ينهل منها.