
بقلم د/ عبد المحسن يوسف جمال

بالرغم من ان الارهابيين الذين قتلوا بعض المواطنين الفرنسيين كانوا مسلمين، فان الحكومة الفرنسية لم تتوانَ في اعطاء الجنسية الفرنسية لاحد المسلمين، لانه وبموقف شهم حمى بعض المتسوقين في السوق اليهودية التي هاجمها الارهابيون، وقتلوا بعض المتسوقين فيها,هذا الموظف المسلم اقتاد بعض المتسوقين الفرنسيين، واستطاع النجاة بهم، بارشادهم الى طريق جانبي للهرب وانقذهم من موت محقق,ولهذا العمل النبيل، ومع انه مسلم الديانة الا انه حصل وبقرار سريع على الجنسية الفرنسية,في المقابل، وبدعوة فوجئ منها الفرنسيون، دعا رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو اليهود الفرنسيين للذهاب الى اسرائيل والعيش فيها، لانها اكثر امانا لهم من فرنسا، حيث انهم اقلية اصبحت في غير مأمن!ومع ان اليهود رفضوا هذا العرض العنصري، واعتبروه اهانة لهم، الا ان الامر لم يخلُ من لغط في المجتمع الفرنسي، واخذ الناس يتحاورون حول الولاء بين الوطنية والدين، خاصة بعد ان اصر نتانياهو على دفن ضحايا اليهود في القدس!وفي بلجيكا، وبالرغم من ان اكثر الارهابيين العرب المسلمين يتواجدون فيها، فان ذلك لم يمنع رئيس وزرائها شارلز مايكل من التصريح بان الاقلية المسلمة تعيش في امان وتخدم وطنها بكل اخلاص، في رد غير مباشر على من يحاول الطعن في اخلاصهم,وبالرغم من التعاطف العالمي لما حدث في باريس، فان الجدل ما زال قائما من جدية الغرب في محاربة الارهاب من جهة، وفتح الحدود المجاورة لسوريا لادخال الارهابيين اليها، وقيام الغرب بتدريب بعض السوريين الاسلاميين وارسالهم لقتال الجيش السوري، مع العلم بان اغلبهم سرعان ما ينضم الى تنظيمات ارهابية كداعش والنصرة والقاعدة، كما فعل ذلك بعض فصائل الجيش الحر، حيث قام بذلك العديد من افراده باسلحتهم الثقيلة، وهم الذين كان يراهن عليهم الغرب لاسقاط النظام السوري,هذا التناقض الصارخ الذي يقع فيه الغربيون، بدأ يلاقي رفضا قويا من الاعلام الغربي بعد ان شاهد الاوروبيون ابناءهم يتساقطون في شوارع اوروبا بايدي الارهابيين الذين يعودون من سوريا، بعد ان غسلوا ادمغتهم بكفر المجتمعات الاخرى، وان كل من يخالفهم الرأي يستحق القتل,المهم الان ان يتحد العالم كله، وفي مقدمته العالم الاسلامي، للعمل الجاد لمحاربة الارهاب، ابتداء من البلاد العربية نفسها قبل ان يستفحل هذا الداء ويصعب استئصاله,فهل سيرتدع الغرب ويمتنع من تدريب نواة الارهابيين، وهل ستراقب الحدود لمنع ادخال الاجانب الى بلادنا العربية، ثم تدريبهم ورجوعهم الى الغرب، ام ان العناد سيتغلب على المنطق؟!