آراءدولي

جمال : عقيدة بوتين

عبدالمحسن يوسف جمال :عبدالمحسن-يوسف-جمال

من المتعارف عليه في عالم السياسة أن كل رئيس ناجح يفرض بصمته على دولته وعلى العالم.ومن المتعارف أن لكل رئيس مبدأً يفرضه على مجريات الأحداث أثناء حكمه يعرف باسمه.فيقال عقيدة أو مبدأ أوباما، أو عقيدة كارتر أو بوش.. وهكذا، وهذه العقائد تدرس في العلوم السياسية كنماذج للحكم في الدول الكبرى.واستطاع الرئيس فلاديمير بوتين أن يفرض بصمته على أحداث العالم الأخيرة، وأن يُخرج روسيا من عزلتها التي حاول الغرب زجها فيها، وأن تستفرد الولايات المتحدة الأميركية بالقرار الدولي بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، الا ان ذلك لم يستمر طويلا.
فقد سعى الرئيس بوتين جاهدا لاعادة تسليح روسيا بأحدث الاسلحة المتطورة وتصنيع الجديد منها، ثم تحدى الغرب في بعض المناطق الحساسة من العالم.
وجاءت الأحداث السورية هدية من السماء لروسيا ليطبق من خلالها بوتين عقيدته المعتمدة على ان روسيا لن تسمح لأميركا والغرب بالانفراد بالعالم، بل سيكون لها دورها ونصيبها.
فكانت عقيدة بوتين تعتمد على الوقوف مع النظام السوري في مواجهة الغرب الى نهاية المطاف، ولو أدى ذلك الى نشوء حرب كونية جديدة.
فأمر بإقامة جسر جوي عسكري الى سوريا، اقام من خلاله بعض القواعد العسكرية، ثم تطوّر الى مد الجيش السوري بأنواع السلاح، ثم تطور أكثر الى الاشتراك المباشر في القتال جنباً الى جنب معه في ساحات القتال.
وحين يعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف ان عقيدة بوتين جزء من السياسة الروسية، فإنه يوجه رسالة قوية الى من يهمه الامر بأن روسيا عادت بقوة الى الساحة الدولية كلاعب أساسي،
وان احداث سوريا وأوكرانيا خير شاهد على ذلك.
ولا شك في ان الاعلان عن عقيدة بوتين لم يأتِ من فراغ، بل من قوة روسية حقيقية.
وإذا أخذنا في المقابل عقيدة أو مبدأ أوباما الذي يعتمد على القوة الناعمة بدلا من الحروب، فسيتبين بوضوح كيف ان العالم تبدّل أخيراً لمصلحة الروس بعض الشيء، وهو الذي دفعها باعلان عقيدة بوتين بهذا الوضوح وأمام العالم كله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى