آراءمحلي

جمال : قانون الوحدة الوطنية

عبدالمحسن يوسف جمال:عبدالمحسن-يوسف-جمال

في الامثال القديمة قال الحكماء: اللهم احمني من اصدقائي، اما اعدائي فانا كفيل بهم.هذه المقولة تثبت يوما بعد يوم صدقها واهميتها وواقعيتها.فكلما اشتدت الازمات وكشرت الحروب عن انيابها، يبرز بعض الناس الذين لا همّ لهم الا زرع الفتن والخلاف والشقاق بين ابناء المجتمع الواحد.لذا فان المشرّع الكويتي كان منتبها لذلك، حين اصدر قانون حماية الوحدة الوطنية ونبذ الكراهية.فأثناء المحن والازمات ينتهز البعض هذا الوقت لبث سمومهم ونشر حقدهم لتمزيق اللحمة الوطنية، والتفريق بين ابناء الوطن الواحد.ما يحدث اليوم في عالمنا العربي، يحاول بعض اصحاب النفوس المريضة تحويله الى سموم طائفية، يحاول بها تمزيق نسيج المجتمع الكويتي، الذي ضرب للعالم كله بوحدته وتماسكه، رغم اختلاف الآراء وتباين التوجهات، مثلا رائعا لوحدة الاوطان.فالكويت الديموقراطية بنظامها والمفتخرة بدستورها تتمتع بتنوع اطيافها السياسية، وتعددية تياراتها الفكرية وحرية الرأي والتعبير فيها، الامر الذي يجعلها واحة امن وامان وسط امواج متلاطمة من الفتن والبلاء والاختلاف.

لذلك، فإن قوانينها تسمح لمواطنيها بالتباين بالرأي، والتنوع في التحليل والتفكير الواعي بصوت عال، ولكنها تمنع الهمز واللمز، واسقاط ذلك على دين الانسان او مذهبه او اصله او لونه، انسجاما مع بنود حقوق الانسان التي نفتخر ان المؤسسين للدستور وضعوها بنودا ثابتة في دستورنا المكتوب منذ اكثر من نصف قرن.
لذا، فإن قانون حماية الوحدة الوطنية يقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المريضة اسقاط مرضه على الآخرين، او النيل من كرامة المواطنين، من خلال الطعن بدينهم او اعتقادهم او مذهبهم.
وكما يقول المثل: ان الدين لله والوطن للجميع.
الكويت، من خلال دستورها وسلطاتها الثلاث، تعمل وفقا لحوارات يديرها مجلس امة منتخب وحكومة متعاونة معه وقضاء مستقل. لذا، فليس غريباً علينا ان نسمع الآراء المتباينة من اعضاء مجلس الامة في القضايا والمواقف المختلفة، التي نحترمها ونقدرها، ولكن الكويت من خلال الحرية المسؤولة ترفض المساس بكرامة الناس واعتقاداتهم واديانهم ومذاهبهم، وهؤلاء الذين يحاولون تمزيق النسيج الكويتي سيتصدى لهم قانون الوحدة الوطنية ونبذ الكراهية، لتبقى الكويت دائما عزيزة باهلها، قوية بنظامها الدستوري، محروسة بالرحمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى