Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
آراءدولي

جمال :محاربة الإرهاب بالتقارب بين المذاهب

 عبدالمحسن يوسف جمال :عبدالمحسن-يوسف-جمال

أصبح واضحا ان «داعش» كتنظيم يدعي الدين، يعتمد في تصرفاته على فكر متعصب اقتبس من فتاوى قديمة جاء بها اناس ذوو افق ضيق ونظرة احادية اعتمدت على اجتهادات خاطئة.

فهؤلاء تركوا سماحة الاسلام ورحابته وسعته للاجتهاد، ليقصروه على رأيهم ورأي من يفتي لهم فقط، بينما هم يكفرون الآخرين بمن فيهم المسلمون.
هذا الرأي المتحجر والبعيد عن عالمية الدين الاسلامي، وما جاء به من احترام اديان الآخرين والقبول باجتهادات المسلمين والتعامل مع البشر كلهم من احترام حق الحياة للجميع، وحق اختيار الدين الذي يريدونه من منطلق لا اكراه في الدين.
وبالاتجاه نفسه احترام المسلم في اختياره الاجتهاد المذهبي، والتعامل معه بحفظ نفسه وماله وعرضه.
ولعل من ينظر الى حواضر المسلمين اليوم يجد التعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم من اهل الاديان الاخرى من جهة، وبين اهل المذاهب الاسلامية فيما بينهم واحترام بعضهم بعضا، اللهم الا بعض المتعصبين هنا اوهناك، وهؤلاء لا يخلو منهم مجتمع على مدار التاريخ الاسلامي.
اما اغلبية المسلمين، وبالاخص فقهاؤهم المتنورون والراسخون في العلم، فتجد فتاواهم لا تفرق بين المسلمين، بل تدعو لوحدة الكلمة من خلال الفهم الصحيح لكلمة التوحيد.
اليوم مطلوب، وبدرجة ملحة، الدعوة للتقريب بين اهل الاسلام والتعايش بين المسلمين بمختلف مذاهبهم لمحاربة كل المرتزقة والمتعيشين على زرع الخلاف والشقاق بينهم.
اليوم المطلوب نبذ كل الفتاوى المحرضة على الخلاف بين محبي الرسول الصادق الامين صلى الله عليه وآله الذي امر بتكاتف المسلمين ووحدتهم وعدم الاقتتال فيما بينهم، ومقاتلة الفئة الباغية التي تعمل على مقاتلة المسلمين، وتعيث في الارض فسادا، فتقتل الابرياء وتنسف المساجد وتهدم البيوت وتقطع الطريق وتروع الآمنين، ولا تقبل الصلح.
اليوم المطلوب نزع القدسية التاريخية عن علماء الضلالة الذين افتوا بقتل المسلم وسلب امواله وهتك عرضه وحرقه حيا في مخالفة صريحة لنصوص القرآن التي تدعو الى التعارف بين الشعوب، وتدعو الى اعتبار المسلمين اخوة.
اليوم المطلوب تطهير التراث الاسلامي من فتاوى التكفير والارهاب والاعتداء على الجار وقطيعة الرحم وقتل النفس المحترمة، وانتهاك اعراض المسلمين وطردهم من ديارهم واموالهم.
اليوم المطلوب اقامة مؤتمرات اسلامية في كل عواصم المسلمين للتقارب بين المذاهب الاسلامية لنزع فتيل الاختلاف ولسحب البساط امام التكفيريين الذين لا يعيشون الا وسط الفرقة والخلاف.
وحدة المسلمين وقبول بعضهم بعضا والتعامل الصادق بينهم من خلال تقبل اجتهاداتهم المختلفة ومذاهبهم المتنوعة واحترام بعضهم بعضا، هو الرد الحقيقي لاجرام داعش واخواتها والقضاء على تطرفهم ونسف فتاواهم التاريخية الخاطئة، فقد تبين الحق من الباطل من خلال تجارب المسلمين ووقوف العالم اجمع متفهما الاسلام المحمدي الصحيح، ورافضا لفكر المتطرفين والمكفرين والمخالفين للبشرية كلها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى