حزمة جديدة من العقوبات الامريكية على إيران وتلويح بالمزيد

في فصل جديد من التوتر بين الولايات المتحدة وايران على خلفية الخلاف على الملف النووي الايراني وما تعتبره واشنطن سلوكا غير جيد لطهران فرضت الولايات المتحدة اليوم الاثنين عقوبات جديدة على ايران تمس القيادة العليا فيها.
فقد وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارا تنفيذيا بفرض عقوبات مشددة جديدة ضد إيران.
وقال الرئيس ترامب للصحفيين ان العقوبات تستهدف المرشد الاعلى للثورة الاسلامية علي خامنئي واعضاء مكتبه “وشخصيات اخرى عديدة”.
واوضح ان العقوبات ستمنع المرشد الاعلى للثورة الاسلامية واعضاء مكتبه والشخصيات المقربة منه “من الوصول الى المصادر المالية الرئيسية لهم”.
واضاف “ان المرشد الاعلى لايران هو المسؤول الاول عن السلوك العدواني للنظام” مؤكدا استمرار بلاده بزيادة الضغط على طهران حتى توقف أنشطتها الخطرة.
الا انه شدد على ان الولايات المتحدة الامريكية لا تسعى الى الحرب مع ايران او اي دولة اخرى الا انه استدرك قائلا “لكننا لا نستطيع ان نسمح لايران بالحصول على الاسلحة النووية”.
من جهتها أعلنت وزارة الخزانة الامريكية ان العقوبات الامريكية الجديدة تستهدف ثمانية من كبار قادة القوات البحرية والبرية ووكالة الفضاء التابعة للحرس الثوري الايراني.
وقالت الوزارة في بيان “هؤلاء القادة يجلسون فوق بيروقراطية تشرف على الانشطة الاقليمية الخبيثة للحرس الثوري الإيراني لا سيما برنامج الصواريخ الباليستية الاستفزازي ومضايقة وتخريب السفن التجارية في المياه الدولية بالاضافة الى الوجود الايراني المزعزع للاستقرار في سوريا”.
واوضح البيان ان العقوبات الجديدة “ستمنع قيادة إيران من الوصول إلى الموارد المالية”.
من جانبه أعلن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين ان الادارة الأمريكية ستضيف اسم وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف على قائمة عقوباتها وذلك في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.
وقال منوشين للصحفيين في البيت الأبيض إن الرئيس دونالد ترامب “كان واضحا جدا بقوله انه إذا رغبت إيران بالعودة الى طاولة التفاوض فإنه على استعداد لذلك”.
وأضاف “أقول للناس الذين يعتبرون ان هذه العقوبات رمزية إن الحال ليس كذلك على الاطلاق حيث أننا قمنا حرفيا بتجميد عشرات وعشرات مليارات الدولارات وبالتالي فإن العقوبات فعالة بشكل كبير”.
وأكد ان بلاده لا تسعى لخلق مشاكل للشعب الايراني معتبرا ان العقوبات مفروضة على “السلوك السيء وبالتالي لا شك في ان تجميد هذه الأموال قد أعطى مفعوله في المرة السابقة ولا شك انه سيكون مفيدا الآن”.
من جهته قال البيت الأبيض في بيان “ان الولايات المتحدة تبعث برسالة واضحة الى النظام الايراني بأن عليه وقف سلوكه الخبيث” مشيرا الى ان “هذه العقوبات مبنية على جهود الرئيس ترامب في القيام بضغط مالي وزيادة التكلفة على النظام الايراني”.
وأكد البيان ان الرئيس ترامب كلف وزارة الخزانة بفرض عقوبات على أي شخص يقدم الدعم المادي لمكتب المرشد الأعلى في ايران”.
بعدذ لك عاد الرئيس الامريكي دونالد ترامب وجدد التأكيد أن طلب الولايات المتحدة من ايران هو عدم السماح لها “بامتلاك اسلحة نووية”.
واكد ترامب في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) ان “الطلب الامريكي لايران بسيط للغاية – لا اسلحة نووية ولا مزيد من رعاية الارهاب”.
أما مستشارة البيت الابيض كيليان كونواي فقالت للصحفيين إن الرئيس الامريكي “يريد من ايران ان تجلس على طاولة التفاوض ولا يريد الحرب”.
واضافت كونواي ان ترامب “لن يسمح لايران بتعطيل أسواق النفط العالمية ومواصلة ارهاب شعبهم”.
وتعليقا على العقوبات الجديدة أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان عن معارضة بلاده لفرض عقوبات امريكية جديدة على ايران.
وعزا لودريان في حديث مع صحيفة (لزيكو) الفرنسية سبب هذه المعارضة الى ان تلك العقوبات “ستزيد من حدة التصعيد في المنطقة”.
وقال “نحن لا نقر فرض المزيد من العقوبات لما يؤدي ذلك الى تأجيج التصعيد”.
وحذر من سلوك بعض الشخصيات المعنية بالازمة لم يسمها واصفا اياه ب “الخطير جدا” الذي يؤدي الى الحرب داعيا الجميع الى التحلي بالمسؤولية ومعتبرا ان “التحدي الان يكمن في كيفية حفظ السلام لكننا في وضع معقد”.
وفي موسكو وصفت الرئاسة الروسية العقوبات الامريكية الجديدة ضد ايران بأنها “غير شرعية”.
ونقلت وكالة انباء (انترفاكس) عن المتحدث باسم الرئاسة دميتري بسكوف قوله ان العقوبات الامريكية الجديدة ضد طهران “غير شرعية” معتذرا عن تقديم مزيد من التوضيحات حول تداعيات تلك العقوبات التي تمس مباشرة المصالح الروسية.
من جانبه قال نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف ان العقوبات الامريكية ضد ايران “تشكل استمرارا للسياسة الامريكية الهادفة الى تصعيد التوتر في المنطقة”.
ونقلت ذات الوكالة عن ريابكوف قوله ان “واشنطن تسعى لتعقيد الوضع الاقتصادي في ايران وفرض قيودا على النشاط التجاري الخارجي للايرانيين”.
وحذر من ان الوضع في المنطقة سيزداد سوءا بدون اللجوء للحوار والحلول السياسية بين الاطراف المعنية واصفا هذه العقوبات بانها تاتي في اطار خطوة “غير بناءة”.
أما الجهة الأساسية المعنية بالعقوبات أي إيران فقد أكدت ان قرارها بشأن خفض تعهداتها بموجب الاتفاق النووي مع مجموعة (5+1) “لا رجعة عنه حتى تلبية مطالبها”.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية الايرانية (ارنا) عن مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون السياسية عباس عراقجي خلال لقاء مع مساعد وزير الخارجية البريطاني لشؤون الشرق الأوسط أندرو موريسون في طهران قوله انه “لا يمكن العودة عن قرارنا بخفض تعهداتنا النووية وسنواصل هذا المسار حتى تلبية مطالبنا”.
واضاف عراقجي “للأسف ليس هناك أي توازن بين مسؤولياتنا وحقوقنا في الاتفاق النووي لذا لا مبرر لمواصلة طهران التزامها بالاتفاق النووي” مشيرا الى “تباطؤ وقصور” الدول الاوروبية في العمل بتعهداتها في اطار الاتفاق النووي.
واتهم عراقجي اوروبا بأنها غير مستعدة لدفع “أدنى ثمن” للحفاظ على الاتفاق النووي قائلا “لقد اصبحنا على قناعة بان عدم التزامهم بتعهداتهم لا يعود الى عجزهم بل لعدم وجود ارادة سياسية لديهم فالشركات الاوروبية لا تتجرأ على تجاوز اوامر وزارة الخزينة الامريكية”.
ومن جانبه اكد موريسون التزام بلاده بالاتفاق النووي داعيا في الوقت نفسه طهران لمواصلة التزامها “الكامل” بالاتفاق النووي.
وقال موريسون ان بريطانيا عازمة على ان يتم تفعيل القناة المالية مع ايران “على وجه السرعة”.
وفي موضوع متصل بالصراع أكدت إيران أنها أفشلت العديد من الهجمات الالكترونية التي نفذتها الولايات المتحدة ضدها وذلك وسط توتر بين البلدين في اعقاب اعلان طهران اسقاط طائرة أمريكية مسيرة قالت انها انتهكت مجالها الجوي.
ونقل التلفزيون الحكومي الايراني عن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الايراني أذري جهرمي القول “رغم محاولاتهم العديدة فإن هجماتهم ضدنا لم تكن ناجحة” لافتا في الوقت نفسه الى ان طهران أحبطت العام الماضي 33 مليون هجمة إلكترونية.
وكانت صحيفة (واشنطن بوست) كشفت السبت الماضي ان الولايات المتحدة شنت هجمات إلكترونية ضد انظمة حواسيب ايرانية تستخدم في التحكم بإطلاق الصواريخ والقذائف.
ومن مسقط حيث نفت سلطنة عمان رسميا الأنباء عن قيامها بنقل رسالة امريكية الى ايران حول حادثة اسقاط الطائرة الامريكية.
واكدت وزارة الخارجية العمانية في بيان “عدم صحة ما يتداول اعلاميا من قيام السلطنة بنقل رسالة امريكية الى الحكومة الايرانية حول حادثة اسقاط الطائرة الامريكية”.
وذكر البيان ان “سلطنة عمان تتابع باهتمام بالغ التطورات الحالية في المنطقة وتامل من الجانبين الايراني والامريكي ضبط النفس وحل المسائل العالقة بينهما عبر الحوار”.