خطواتي إلى إصلاح ذاتي
يمكن أن نحددها في الخطوات المنهجية التالية:
1- الأمر بالقراءة وطلب العلم: فمن حكمة الله أنه لما أراد أن يغير ما بنفوس العرب من فساد، عاجلهم بالأمر بالقراءة التي هي سبيل العلم وتحرير الوعي ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ (العلق-01) ولا يوجد أنفع منهما في تزكية النفوس وتعديل الطباع وترقية المشاعر وتنقيح الأفكار وتنميتها.
2- الفهم الصحيح للوجود والمصير: أي معرفة الإنسان للهدف من وجوده ومسؤوليته في الحياة ومصيره بعد الممات، فالهدف من الوجود: هو عبادة الله وعمارة الأرض بالعدل والصلاح، والمصير بعد الموت: هو الحساب والجزاء على السيئات والحسنات وما يتبعه من نعيم أو عذاب أليم. قال تعالى: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾ (المؤمنون-115).
3- تقوية الصلة بالله تعالى: بالحفاظ على الطاعات واجتناب المحرمات والاستجابة لأوامر الله، فذلك هو سبب اطمئنان القلوب وسكينتها: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)﴾(سورة الرعد).
4- إصلاح النفس بالتزكية والأخلاق: أي تربية النفس على الفضائل والمحامد كالعفة والحياء وطهارة القلب وحب المعروف والصدق والأمانة والصبر، وتزكيتها من المفاسد والأخلاق الذميمة ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا(09)وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا(10)﴾ (الشمس).
5- التحلي بالصبر عند الشدائد والبلايا: فالصبر يعوّد النفس على قوة الشكيمة وصلابة العزيمة وعلو الهمة، وهو السلاح المنيع عند اجتماع البلايا، فلهذا كان أجره بلا حسبان ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ (الزمر-10).
6- المرونة والتحلي بالحلم في مواجهة الواقع وخطوبه: قال ﷺ لأشج عبد القيس: “إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحِلم والأناة” رواه مسلم. فالأناة والمرونة والحلم تساعد الإنسان على معرفة عواقب الأمور التي تشتبه في بداياتها، كما أنها علامة التوازن النفسي والانضباط الإنفعالي، ولهذا قال تعالى:﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾(البقرة-216).
7- الدعوة إلى التفاؤل: وعدم اليأس والقنوط والطمع الدائم في رحمة الله وفضله، فالتفاؤل يبعث في النفس روحا جديدة ويقوي عزيمتها ويدفع عنها أسباب الفشل واليأس، فيعقوب قال لأبنائه في غمرة الحزن والأسى: ﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّه إلا القوم الكافرون﴾ (يوسف-87).
8-الإطلاع على سير الأنبياء والصالحين: والأمم السابقين والاستئناس بأخبارهم والاعتبار بعواقبهم، ففيها السَّلْوةُ للأحزان والجَلْوَةُ للأشجان، وهي ترقق المصائب؛ فحينما يقف المبتلى على نماذج أشد من بليّته يتسع أفقه ويتعاظم حلمه ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ (يوسف-111).