
د. وائل الحساوي :

جلست أفكر في زيارة الرئيس أوباما الى الرياض للقاء الملك سلمان ثم لحضور اجتماع قادة الدول الخليجية وماذا عساه أن يقول لرؤساء تلك الدول من جديد!!
الاجندة المعلنة للزيارة تتحدث عن موضوعين أساسيين وهما محاربة الإرهاب والتصدي لايران في المنطقة.
أما موضوع محاربة الإرهاب فقد ظل أوباما يدندن عليه منذ جاء الحكم قبل سبع سنوات، والسؤال هو: هل ازداد الإرهاب منذ ذلك الحين أم انحسر؟! لا يمكن لعاقل ان يقول إن الإرهاب قد انحسر، بل قد زاد زيادة غير مسبوقة في العالم كله، ومن اهم اسباب زيادته ان أوباما قرر بعد عقود من الاعتداءات الأميركية على كافة دول العالم واحتلال لدولها وآلاف المظالم التي خلفها الاميركان، قرر التوقف عن التدخل وترك العالم يتدبر أمره؟!
حتى التحالف الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة لمحاربة «داعش» وضمت إليها اكثر من ستين دولة قبل أكثر من سنتين اقتصر دوره على بعض الغارات بالطيران على بعض المواقع، بينما الارض تلتهب بالجيوش المتحاربة وتوسع كل طرف على حساب الآخر، ثم قامت الولايات المتحدة بتسليم ملف القضية السورية الى روسيا التي تمثل الخصم الألد للسوريين والتي لم تتورع عن دفع كل قواتها دفاعا عن نظام بشار الأسد، بينما يتحدث الأميركان يوميا عن رفضهم لبقاء الأسد في الحكم وضرورة تنحيه عن السلطة، ولكن دون ترجمة فعلية لهذا الكلام على أرض الواقع، وها نحن شاهدنا اجتماع (جنيف 3) ينفض بسبب الاختراقات المروعة للهدنة وعدم جدية النظام السوري في ايجاد الحلول، فالقاعدة الاصلية هي التي تحكم قواعد اللعبة ألا وهي ان الأقوى هو من يفرض شروطه!!
ونسأل: أين أوباما من كل ذلك وماذا قدم لحل تلك الإشكالات؟!
أما التصدي للتدخل الايراني في منطقة الخليج، فدعونا نسأل ثانية: هل قل التدخل في شؤون دول الخليج من طرف إيران أم ازداد؟! من الواضح ان ايران تحولت الى القوة الاولى في المنطقة التي تتدخل في شؤون دول المنطقة كافة وتحيك المؤامرات ضد شعوب تلك الدول، فبالأمس تم اكتشاف شبكات من التآمر ضد البحرين، ثم ضد الكويت، وفي لبنان مزقت ايران كل امكانية لخروج تلك البلاد من عزلتها واختيار رئيس لها، واليمن مازال يعيش أبشع حرب تمزق وحدته، وذلك بسبب الدعم لايران اللامحدود لشرذمة من المتمردين، وهكذا في العراق وغيره!!
لقد أوهم أوباما العالم كله بان اتفاقه النووي مع ايران سيجعل العالم منطقة اكثر أمنا وقام برفع الحظر الاقتصادي عنها، فبدأت ايران بعقد الصفقات مع كل دول العالم وعادت لتصدير نفطها حتى وان اضر بمنظمة «الأوبك»، وازداد غرورها وغطرستها؟»
إذاً هل جاء أوباما الى الخليج ليؤكد ما قاله في لقائه مع مجلة «اتلانتك» الأميركية ان السعودية ودول الخليج هي المسؤولة عن ارتفاع الغضب الاسلامي (التطرف) في السنوات الاخيرة، وانه لا يمكن لدولة ان تعمل في العالم الحديث عندما تستمر في اضطهاد نصف شعبها (المرأة)، ويقصد السعودية، وان على السعوديين والايرانيين إيجاد طريقة للمشاركة في المنطقة وفرض نوع من السلام البارد؟!
مهما كانت اسباب زيارة أوباما لمؤتمر القمة الخليجية فإن الواجب على دول الخليج ان تقول له: كفاك ما احدثته من مآس وأضرار بدولنا ولن نسمح لك بالاعتذار أو تبرير أفعالك، بل يكفيك أن تقول: «استروا على ما واجهتم»، والوجه أبيض، ثم تنطلق لحالك!!