منوعات

رسالة إلى زائر البلد الحرام

شوارح حماك:

 يا من شددت رحلك إلى المسجد الحرام ,  وقصدت قبلة المسلمين , هنيئاً لك هذا القدوم المبارك , فقد وطئتْ قدماك خير أرض على وجه البسيطة , واستنشقتَ هواء أفضل بقعة في العالم , ونزلت بأحب بلاد الله إليه , فاحمد الله أولاً أن يسّر لك القدوم وهيأ لك الوصول إلى هذه الديار التي تهفو إليها الأنفس , وتشتاق لها الأفئدة , وتحبها القلوب المؤمنة , فكم من أناس يتمنون المجيء إلى مكة الحبيبة ولكن حالت بينهم وبين رغبتهم الصعاب والمعوقات , فأهلاً بك في حرم الله وفي جوار بيته العتيق الذي وصفه الله بقوله {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدىً للعالمين}

 تذكر وأنت تهمّ بالدخول إلى مكة المكرمة – أو وصلت إليها – أن مكة المكرمة بلد تضاعف فيه الحسنات , وتعظم فيه السيئات , بلد يُحرم فيه القتال ،بلدٌ مبارك لا يدخله الدَّجال , بلدٌ يحرم الصيد فيه وتنفيره ، وقطع أشجاره , بلد لا يدخله مشرك ,  بلد القيم والأخلاق والحضارة والثقافة , فأول حق يجب علينا جميعاً تجاه هذه البلدة المشرفة أن نستشعر عظمتها في نفوسنا  , وندرك فضلها بعقولنا , ونستحضر فضائلها وخصائصها على الدوام ونحن ننعم بالعيش فيها والمجاورة لبيت رب الأرض والسماء ,  ولا بد أن يتمثل هذا الاستشعار في سلوكنا وأخلاقنا وأعمالنا وتعاملنا ,  فلا يصدر منا إلا كل حسن من القول والفعل , ونتجنب الحرام بكل أنواعه وأشكاله حتى نكون -بإذن الله – من خير العباد في أحب البلاد .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى