رمضان حجة لك أو عليك

طالعته وقد وثب إلى مهنته بكل جد، وبرغم الجوع وحرارة الجو، لم يمنعه ذاك من الصيام والعمل أيضا، وحينما حضرت الصلاة ، حضر بنشاطه وقد توضأ وصلى، ثم استرخى قليلا، وحمل بعده مصحفه تاليا متدبرا, كذا من ملَك رمضان، وأصبح جليساً له ينتفع بحلاوته وساعاته( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ).
وأما من أعرض عنه، واستقبله بتقاعس وشرود، فلربما صار حجة عليه، وكان حجة على مسالك التقصير وخزانة الغفَلات , وفي الحديث ( رغِمَ أنف رجل أدركه رمضان، ثم انسلخ فلم يغفر له) أي التصق أنفه بالرغام وهو التراب، كناية عن ذلته وحقارته، وقد ضيع ما لم يُضيع.
بلغك الله أنواره، ووافقت مباهجه، فلا يليق بك إلا استغلاله واستثماره، هو حجة لك إن عمرته بالخيرات، وسارعت فيه الله، فسابقٌ مع السابقين،
هو حجة عليك إن ضيعت زمانه، وزهدت في حسناته، وسرت فيه سيرة من لا يعظمه ولا يوقره , هذا زمان ذهبي، وموسم حدائقي فاخر، خليق بمن وعاه أن يسلك له هداه، فيفرح به فرح العشاق بلقاء الأشواق ، فإذا صدق مع الله بوأه منازل الفائزين، الذين صار رمضان حجة لهم في الدنيا والآخرة، صلحت به نفوسهم، وزادت مراتبهم.
ومن صور امتلاك رمضان:
– صون اللسان واستغراقه في القرآن والذكر.
– المكث في المسجد والتباعد عن الخلطة الضارة.
– حفظ زمانه بالمسارعة في الخيرات.
– استشعار نعمة الله به، وتحويلها الى عمل جاد، وسلوك نافع فعال.(( كان أجود الناس )).
ومن صور تضييع رمضان :
– صيامه بشكل العادة لا العبادة.
– العكوف أمام الفضائيات بلا مبالاة للوقت ولا للجوارح، وهتك سلطان الحياء.
– استطالة اللسان فيما يغضب الله(( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذئ )).
– النوم المتزايد لمدافعه الجوع، أو بسبب السهر الدائم.