Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
منوعات

رمضان شهر الإخلاص

موجز حماك:تنزيل

الصوم هو العبادة الوحيدة التي خصها الله لنفسه، فلا يدخلها رياء ولا يتخللها نفاق، يقول الإمام أحمد: لا رياء في الصوم، فلا يدخله الرياء في فعله، من صفى صفى له، ومن كَدَّر كدر عليه، ومن أحسن في ليله كوفئ في نهاره، ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليله، وإنما يُكال للعبد كما كال.
قد يزين العبد صلاته ويتصنع للناس، وقد يتصدق وينفق ليقال: جواد وكريم، وقد يحج سمعة ونفاقا، بل قد يجاهد ليقال جواد وشجاع! إلا الصيام فلا يتخلله شيء من ذلك، فهو إما صيام خالص لله، أو لا صيام!
فالصوم يعلم الناس الإخلاص، ويدربهم على اجتناب النفاق والرياء، ويوطن النفس على تعاهد الأعمال، ويحقق للقلب ملكة مدافعة الأمراض كالشهوات والهوى وحب محمدة الناس والتفاخر والتكبر.
والله عز وجل لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصا لوجهه الكريم، موافقا لسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، يقول ربنا سبحانه(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ )[3]،قاصدين بجميع عباداتهم الظاهرة والباطنة وجه الله، وطلب الزلفى لديه.[4]
قال الفضيل في قوله تعالى: {ليبلوكم أيكم أحسن عملا}، قال: أخلصه وأصوبه. وقال: إن العمل إذا كان خالصا، ولم يكن صوابا لم يقبل، وإذا كان صوابا، ولم يكن خالصا، لم يقبل حتى يكون خالصا وصوابا، قال: والخالص إذا كان لله عز وجل، والصواب إذا كان على السنة.
يقول أبو  مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي حَمْزَةَ: وَدِدْتُ أَنَّهُ لَوْ كَانَ مِنْ الْفُقَهَاءِ مَنْ لَيْسَ لَهُ شُغْلٌ إلَّا أَنْ يُعَلِّمَ النَّاسَ مَقَاصِدَهُمْ فِي أَعْمَالِهِمْ وَيَقْعُدَ إلَى التَّدْرِيسِ فِي أَعْمَالِ النِّيَّاتِ لَيْسَ إلَّا، فَإِنَّهُ مَا أَتَى عَلَى كَثِيرٍ مِنْ النَّاسِ إلَّا مِنْ تَضْيِيعِ النِّيَّاتِ.[5]
قال يحيى بن أبي كثير: تعلموا النية، فإنها أبلغ من العمل.
قال يوسف بن الحسين: أعز شيء في الدنيا الإخلاص، وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي فكأنه ينبت على لون آخر.[6]
وقال سفيان الثوري: ما عالجت شيئا أشد علي من نيتي؛ لأنها تنقلب علي.
الأمة الآن أحوج ما تكون إلى الإخلاص، إذ فيه بداية طريق الخلاص والرفعة والتمكين والعزة، يقول عليه الصلاة والسلام( بشر هذه الأمة بالسناء والدين والرفعة والنصر والتمكين في الأرض فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب ).[7]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى