آراءمحلي

عبد المحسن الخرافي يكتب: جابر الأحمد الصباح.. الأمين الحريص على تنمية بلده

بقلم/ عبد المحسن الجارالله الخرافي

 التاجر الأسوة (170) جابر الأحمد الصباح – رحمه الله – الأمين الحريص على تنمية بلده “ما أروع أن يكون الشخص المسؤول محباً لوطنه يسعى لرفعته وتقدمه ويسارع في تنفيذ أعمال يستفيد منها المجتمع وتعود بالنفع على أبناء وطنه، ويعد هذا الفعل من صفات الاتقياء وينطبق عليه قول الله تعالى: «أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ». (المؤمنون: آية 61). حديثنا في هذا المقال عن الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت الراحل – رحمه الله – الذي كان يملك عقلية تجارية بعيدة المدى، إلى جانب حنكته السياسية، فقد كان – رحمه الله – محبا لأبناء وطنه فأحبوه، كان يسعى لنفع الفرد والمجتمع ككل، وبرزت عقليته التجارية ورؤيته الاقتصادية من خلال تخطيطه لإنشاء منطقة الشعيبة الصناعية التي نقلت اقتصاد الكويت نقلة نوعية ونشط فيها النشاط التجاري. يروي رئيس غرفة التجارة والصناعة السابق العم علي محمد ثنيان الغانم موقفا يؤكد فيه العقلية التجارية للشيخ جابر.. يقول الغانم: «بعد تخرجي في عام 1961، وعودتي من ألمانيا إلى الكويت، كانت تربطني عن طريق بعض الإخوة علاقة مع المرحوم الشيخ جابر، وكان بيننا اتصال اسبوعي، وكانت لدي قناعة بأن الشيخ جابر الأحمد من الشخصيات المميزة في الكويت، وعقليته سوف تلعب دورا أساسياً في تطوير الكويت». ويضيف بقوله: «ومن النقاط المهمة التي أود ذكرها أن الشيخ جابر رحمه الله، وأثناء توليه وزارة المالية في عام 1960، قام بتأسيس لجنة استشارية مالية، وهذه اللجنة مكونة من شخصيات عالمية مميزة منها، لوجين بلاك رئيس البنك الدولي في ذلك الوقت، والبروفيسور أبس، وهو من الشخصيات الاقتصادية الألمانية المشهورة، ورئيس مجلس إدارة بنك الدوتشه، وهو أكبر بنك في ألمانيا، ورئيس مجلس إدارة UBS وهو من أكبر بنوك سويسرا ومعهم الدكتور فخري شهاب، وكانت هذه اللجنة تجتمع من 3 إلى 4 مرات سنوياً مع الشيخ جابر، وتعطيه بعض الآراء الاقتصادية ومنها هيئة الاستثمار، والصندوق الكويتي للتنمية العربية، واقترحت أن يقوم بإنشاء منطقة صناعية خاصة بالصناعات النفطية في الكويت وهي منطقة الشعيبة الصناعية، وأمور كثيرة قامت بها هذه اللجنة». ويستطرد الغانم بقوله: «في أحد الأيام استدعاني سكرتير الشيخ جابر الأحمد رحمه الله عندما كان وزيراً للمالية، وقال لي انه يريد تأسيس منطقة صناعية على مستوى عالمي، وكان رد المقاول أنه يستطيع ذلك، ولكن تواجهه مشكلة في الحفر، ولكن في حال تعويضه، سيستطيع جلب حفارات أكثر لإنجاز المشروع في وقت أقل، وطلبت منه أن يعطيني عرض سعر بالزيادة المطلوبة لإنجاز المشروع، وبعد ثلاثة أيام طلب 250 الف دينار في عام 1964 وهو ما قد يقارب 50 الى 60 مليون دينار اليوم، وشرحت للشيخ جابر الوضع، ورؤية المقاول وأجابني بالموافقة شريطة أن يتم إنجاز المشروع في الوقت المطلوب، بعد ذلك تم انجاز المشروع في الوقت المحدد، وتم تشغيل ميناء الشعيبة، وتدفقت السفن، خصوصا العراقية على الميناء، ونتيجة لهذا التدفق ازدادت الأرباح على الميناء بما يوافق تقريباً 600 ألف دينار في هذه الفترة، وهو أكثر من ضعف ما صرفناه». الموقف السابق إن دل فإنما يدل على أن الشيخ جابر رحمه الله على الرغم من أنه كان أحد أعضاء الأسرة الحاكمة، وقبل أن يمسك زمام الحكم في الكويت، فقد كان شيخاً مهنياً عبقرياً يفقه في مجال التجارة يسعى إلى نفع وطنه ومجتمعه فأحبه الجميع، وهذا من فضل الله عليه – رحمه الله -…. د.عبد المحسن الجارالله الخرافي

نقلا عن الزميلة ( القبس)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى