آراءمحلي

ريما حمود: أكاذيب طبية “أونلاين”

ريما حمود
ريما حمود

ريما إبراهيم حمود:

الحمد لله… ما زلت على قيد الحياة!

و بقائي على قيد الحياة يستدعي العجب فعلا!

بما أنني أدس في فمي حبة علكة بعد الطعام أحيانا.

أستخدم المحليات الاصطناعية أحيانا.

 لا أرتوي إلا بالماء المثلج.

 وأصرّ على استخدام المايكروويف لتسخين الطعام.

 وربما أتناول وجبة من مطعم (كذا) لشهير مرة في الشهر!

ولم أستطع – للأسف – التخلص من عادة شرب الشاي الأحمر أثناء أو بعد الطعام.

مرة أخرى الحمد لله أنني ما زلت على قيد الحياة.

بعد قراءتي لمئات الرسائل والبوستات في وسائل التواصل الاجتماعي صرت أتحسس كياني الذي تغزوه كل هذه المواد القاتلة، والتي يصرّ البعض على نشرها يوميا وختمها بعبارة ( انشرها ولك الأجر ) أو ( لا تدعها تقف عندك ) ، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء التأكد من صحة المعلومة الطبية – خاصة – قبل نشرها، ولا حتى التحري عبر محركات البحث عن مصدرها ومصداقيتها.

لاحظت أيضا أن أغلب الشائعات التي تنتشر إنما تستهدف علامة تجارية ما لتفسد سمعتها بين الناس وتقلل من الإقبال عليها عبر أبسط الوسائل وأقل التكاليف… فرسالة واحدة فقط تكفي ليخسر اسم تجاري مرموق ملايين الدولارات.

من الطرافة أن تجد أحد أهم مروجي الإشاعات الطبية من عائلتك او أصدقائك ضليعا في مخالفتها على حين أنّ أصابعه لا تخطئ اسمك في قائمة الاتصال لديه ليغرقك في نصائحه حتى تظن أنك ترتكب جريمة انتحار تقودك إلى جهنم فورا!

ما أرجوه حقا أن نتحرى الدقة في ما ننشر من معلومات، أو أن تقف تلك الرسائل عندنا حتى نتأكد من صحتها، ولا نكون عونا لأحدهم على أحد.

وأرجو فعلا أن يترك هؤلاء المدمنون على الطقطقة بأصابعهم عادتهم في نشر ما هب ودب من معلومات عادتهم هذه ويتأكدوا من أنهم ما زالوا – فعلا – على قيد الحياة خارج هواتفهم!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى