آراءمحلي

ريما حمود: كيف تفقد ضميرك؟

ريما حمود
ريما حمود

ريما إبراهيم حمود:

ماذا تفعل إن فقدت القدرة على التعبير أو حتى التفكير أمام ما يجري كل يوم من ألعاب سياسية و حركات بهلوانية في السيرك المدعو العالم العربي؟

أتفتح فمك فلا يخرج منه إلا فقاعات تنفجر أمام أول لمسة و تصير هباء؟!

ماذا تستطيع أن تفعل لتمح من نفسك الغضب لقرار جائر، أو مخططات فاشلة ، أو مقترحات سيئة تشوه في مخيلتك مستقبلك و مستقبل أطفالك و تزعزع أركان خططك الخمسية و العشرية ؟

كيف ستغمض عينيك عن آلاف القتلى و الجرحى و الدمار الذي يزحف في كل الاتجاهات و مئات الكذبات و المبررات و ملايين المشردين و المليارات التي يبتلعها الكبار كحبة اسبرين خوفا من أن تعلق في شرايينهم الذهبية فترديهم في أفخم المستشفيات ؟

اكتشفت مؤخرا بعض الحلول أرجو أن تستفيد منها :

– تجاهل … أتقن فن التجاهل و تعلمه و تجرّعه، و إن وخزك ضميرك الذي ما زال فيه بقية من حياة تصرف معه ببعض المسكنات أو المنومات المشهورة كـأغنية جديدة لمغن ما أو مسلسل تركي جديد أو بطولة كرة قدم .

– أدر ظهرك لكل ما يمكنه أن ينغص عليك غفلتك حتى لو كان مسكينا يطلب صدقة، مريضا يستوجب زيارة، حادث سير يتطلب منك التروي، مشاركة وجدانية في عزاء ما، حديثا متعاطفا مع أحد المظلومين .

– أدمن برنامجا شهيرا من برامج الواقع ، لديك الكثير من الخيارات التي تقدمها القنوات الفضائية العربية في عزّ الأزمات و الحروب بالذات لكي تجبر خواطرنا المكسورة– لا تجبرنا – تحت سيف الفقد و الوجع و الظلم .

المهم أن تستيقظ صباحا و لست قلقا من شيء …و حين يقع الفاس في الراس … فلتكن مفاجأة لم تتوقعها لنفسك أبدا!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى