د. فايز النشوانتقرير حماك
تسارع الاحداث في الشرق الأوسط خلال النصف من عقد الاخير لم يسبقه مثيل في التاريخ الحديث ، فالمنطقة دوما حبلى بالأحداث والغليان سيد الموقف في الاقليم ، لاسيما في 6 عواصم عربية هى سورية وفلسطين والعراق واليمن ومصر وليبيا .
المراقبون يؤكدون أن الأحداث طالما تحدث على رقعة واحدة فاللاعبون الحقيقيون عليها يتشابكون وتتلاقي لغة المصالح بينهم ولا يهم مصلحة الشعوب ، الشواهد تشير الى أن فسطاط الغرب ” اميركا واسرائيل وروسيا والاتحاد الأوربي ” لهم هدف معلن واهداف خفية ليس من بينها بالطبع احلال السلام ، انما تقسيم دول بعينها الى دويلات والهيمنة على خيرات الشرق .. هكذا يقول كثير من المراقبين الدوليين بشكل معلن .
وتبقى روسيا علامة استفهام في المنطقة بعد ان دخلت سورية قبل اربعة أشهر ونصف بداعي بث الاستقرار وتقوية النظام الشرعي ” بشار” على حد زعمها ، و اذ بها تفاجئ العالم باعلان الانسحاب من سورية ، لتترك التكهنات باب كبير مفتوح حول مصير الأسد تارة وحول نواياها من سحب قواتها تارة اخرى ، في المقابل خفف ذلك من نفوذ ايران في سورية ومنح المعارضة السورية مساحة جديدة من الأمل لاعادة موازين القوى على الأرض في الشام بعد ان كانت روسيا وايران تهيمنان على سورية واليمن ولبنان فتمثل شوكة قوية في ظهر الخليج العربي
الحلول السلمية
أستاذ العلوم السياسية في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د.إبراهيم الهدبان قال لـ ” حماك ” أن خروج القوات الروسية من سورية يرجع لعدة أسباب استراتجية واقتصادية .
الخلاف الروسي مع النظام السوري بدأ جلياً من خلال القبول بخطة المبعوث الأممي ديمستورا والتي تقضي بالقبول بالحل السلمي وكذلك رحيل الأسد خلال 18 شهرا ً
الهدبان: روسيا أرادت أن تثبت للعالم بأنها لا زالت من القوى العظمى للعالم ولا يقتصر ذلك على الولايات المتحدة الأمريكية وأنها أثبتت للعالم عجز أمريكا عن التدخل العسكري في الشأن السوري.
هناك العديد من الأسباب الاقتصادية التي تقف خلف ذلك تتمثل في أن الحرب في سورية مكلفة جداً وهناك اقتصاد روسي صعب للغاية ولن يتعافى الاقتصاد الروسي في ظل الحرب في سورية،
القضية السورية بعد هذا الانسحاب أصبحت تدنو من الفصل الأخير متأهبة لإغلاق الحقبة الدموية في تاريخ الشعب السوري الشقيق إن صدق ما قالته روسيا بأنها بالفعل سوف تقوم بالإنسحاب من سوريا وليست مجرد تصريحات إعلامية
الهدبان : الحل العسكري للأزمة السورية مستبعد وأعتقد ان الحل قريب جدا وفق كل المعطيات الموجودة على أرض الواقع
د.إبراهيم الهدبانقواعد روسيا
أستاذ القانون الدولي والمحلل السياسي د. فايز النشوان قال لـ ” حماك ” : لم تعلن روسيا الانسحاب من سوريا بل ما اعلن عنه هو توقف العمليات العسكرية حيث لايمكن للروس أن ينسحبوا من سوريا ولهم فيها أهم قواعد خارج روسيا لذا أعتقد أن الانسحاب تكتيكي.
النشوان: للروس قاعدتين هامتين في سوريا وروسيا على استعداد أن تخوض حرب مباشرة عن تلك القواعد بل انها على استعداد ان تستغني عن القرم ولا تستغني عن تلك القاعدتين وهو ما يؤكد صعوبة الخروج الكلي الروسي من سوريا.
بعد تدخل الروس جويا بسوريا اختل توازن القوى العسكرية على الأرض وأصبحت قوات جيش النظام وميليشيا داعش هم الأقوى على حساب قوى المعارضة المعتدلة
توقف الضربات الروسية في سوريا وارجاع الأمر على سابق عهده قبل هذه التواجد الروسي المكثف هناك سيعطي فرصة لتحسين علاقات موسكو مع أنقره.
النشوان: لم تعلن روسيا الانسحاب من سوريا بل ما اعلن عنه هو توقف العمليات العسكرية حيث لايمكن للروس أن ينسحبوا من سوريا ولهم فيها أهم قواعد خارج روسيا لذا أعتقد أن الانسحاب تكتيكي.
