دولي

سباق مع الزمن للعثور على بقايا الطائرة المفقودة قبالة أندونيسيا

يواصل الغطاسون اليوم الثلاثاء سباقاً مع الزمن، لرفع بقايا طائرة البوينغ التي تحطمت قبالة سواحل أندونيسيا بعد التعرف على هوية أول ضحايا الحادث.
وتظهر الصور التي نشرتها البحرية غطاسين يسبحون بين الأنقاض مع عشرات السفن في المنطقة وطائرات هليكوبتر، لكن الصندوقين الأسودين ربما اختفيا تحت الأوحال أو أجزاء من جسم الطائرة في هذه المياه التي يبلغ عمقها حوالي 23 متراً في منطقة الألف جزيرة التي تعبرها تيارات قوية.
وقال يوسف لطيف المتحدث باسم الإغاثة الأندونيسية إن “على الغطاسين مواجهة الوحل وانعدام الرؤية”، ونُقلت أشلاء إلى مستشفى للشرطة حيث سيحاول المحققون التعرف عليها باستخدام عينات الحمض النووي من أقارب الضحايا.
وذكرت الشرطة أنها تعرفت على أول ضحية أمس الإثنين بفضل بصمة إصبع، بعد انتشالها، بحيث “نجح الفريق في التعرف على اكي بيسما أحد ضحايا الحادث”، وهو مضيف طيران 29 عاماً.
وطلب من أقرباء الضحايا تقديم عينات من الحمض النووي الريبي للمساعدة في عمليات التعرف على الجثث، وكانت الطائرة تقل 62 شخصاً، 50 راكباً بينهم 10 أطفال ثلاثة منهم تقل أعمارهم عن 3 سنوات وطاقم من 12 فرداً، جميعهم إندونيسيون، وكانت الطائرة متوجهة الى بونتياناك، في الجزء الإندونيسي من جزيرة بورنيو.
وأوضح المحقق في اللجنة الوطنية لسلامة النقل الأندونيسية نورشيو أوتومو أن طاقم الطائرة لم يصدر أي إشارة استغاثة قبل الحادث، وقال: “ليس هناك إشارة لحالة طوارئ أو أي شيء من هذا القبيل، تشير البيانات الأولية إلى أن الطائرة على الأرجح كانت سليمة عندما اصطدمت بالمياه”.
وأكد “لكننا لا نعرف حتى الساعة سبب التحطم”، وقال خبراء طيران إن بيانات الرحلة تشير إلى أن الطائرة انحرفت بشكل حاد عن مسارها قبل أن تهبط 3000 متر في أقل من دقيقة وتغرق في بحر جاوة.
وقدّروا أن الأحوال الجوية خاصةً أنّ أمطاراً غزيرة أخرت الإقلاع ربما تكون سبب التحطم، أوأخطاء في القيادة أو مشكلة فنية، وهذا أول حادث دام يلحق بشركة “سريويغايا” منذ تأسيسها في 2003.
وشهد قطاع الطيران في أندونيسيا عدداً من الحوادث القاتلة في الأعوام الأخيرة، وحُظرت شركات طيران محلية عدة في أوروبا حتى 2018.
وفي أكتوبر(تشرين الأول) 2018، قتل 189 شخصاً عندما تحطمت طائرة من طراز بوينغ 737 ماكس لشركة “لايون إير” في بحر جاوة بعد 12 دقيقة من إقلاعها من جاكرتا في رحلة تستغرق ساعة.
وتسبب الحادث وبعده تحطم طائرة من الطراز نفسه في إثيوبيا، في فرض غرامة بـ 2.5 مليار دولار على شركة بوينغ الأمريكية لاتهامها بخداع السلطات خلال المصادقة على طائرة ماكس-737، ومنعت هذه الطائرات من التحليق بعد الكارثتين الداميتين.
غير أن الطائرة التي تحطمت السبت الماضي ليست من الجيل الجديد من طائرات بوينغ، وهي من طراز 737 الكلاسيكي الذي صنع منذ 26 عاماً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى