آراء

سعد العتيبي يكتب: السباق في العمل الخيري الفوز فيه للجميع

يسعى الانسان في طبيعة تكوينه للوصول سريعاً لما يريد ، بل تجده متحفزاً دوماً لأن يصل أولاً ، ويصف هذا نوع من السباق تعبيراً للقوة والريادة والتفوق على المنافسين في مجاله .

وهنا أطرح تساؤلاً ، هل الوصول أولا هو دوماً معيار للريادة والفوز والتفوق ؟!!

إن مجالات الفوز في الألعاب الأولمبية مثلاً كثيرة ، فالفائز في بعض الألعاب من يتحمل أكثر (الملاكمة) ، أو من تكون إصابته أدق ( الرماية ) ، أو من تعاونه مثمر للوصول بشكل أسرع (سباق التتابع) ، وغيرها من الألعاب والتي تعطيك دلالة على أن أشكال الفوز متعددة .

أنطلق معك بفكرة أن للعمل الخيري أسلوب مختلف للتفوق والفوز والريادة ، وإن كان الوصول بشكل سريع للمحتاج والمستفيد هو أمر مهم إلا أن عمق الأثر المترتب على هذا الوصول أكثر أهمية بالنسبة لي ، وبالتالي يجب أن يتساءل العاملين في الخير ما هو المشروع الأنسب الذي سيقدمونه وفق حجم المؤسسة التي يمثلونها .

لن يكون نهاية هذا السباق الخيري في تحديد من هو الأول ومن هو الثاني ، بل هو سباق تكاملي ، يقول مارتن لوثر : ربما أتينا جميعاً على متن سفن مختلفة، لكننا في القارب ذاته الآن .

فمهما كان عطاء أي مؤسسة خيرية فلن يتم إلغاء دورها ونتائجها بتفوق الطرف الثاني وإنما سيضاف لرصيد كل المؤسسات العاملة في المجال الإنساني لأنه سيقلل من نسبة المحتاجين على مستوى العالم ، مما يعني نجاح العاملين في المجال الإنساني ككل ، فالسواقي الصغيرة تصنع الجداول الكبيرة كما يقول المثل الفرنسي ، وهذا هو أسلوب السباق في العمل الخيري ، حيث سيكون الفوز فيه للجميع .

ولا يمنع أن تسعى المؤسسات الخيرية لتطوير أدائها وسرعة استجابتها للنداء الإنساني وقوة ذراعها التنفيذي الميداني وتقوية البناء الداخلي لتكون مستعدة لهذا الواجب الذي تصدرت له .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى