سفير تشاد: الكويت كانت وما زالت في طليعة الدول الداعمة للعمل الإنساني
قال سفير تشاد لدى الكويت طاهر النظيف خاطر : يسرني اليوم أن أكون في ضيافة “نماء الخيرية” التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي، وعلى رأسها الرئيس التنفيذي الأستاذ سعد مرزوق العتيبي. هذه الزيارة، التي كان من المفترض أن تتم في وقت أبكر، تحمل في طياتها أكثر من مجرد لقاء رسمي؛ إنها تأكيد على متانة الروابط الإنسانية بين الشعبين التشادي والكويتي، وتجسيدٌ لروح التضامن التي لطالما ميزت دولة الكويت في مسيرتها الخيرية الرائدة ، جاء ذلك خلال زيارته إلى نماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي في مقر إدارتها بمنطقة الروضة وذلك اليوم الإثنين الموافق 17 فبراير 2025م
وأضاف : لقد أثبتت “نماء الخيرية” من خلال مشاريعها المتنوعة في تشاد أنها ليست مجرد جهة تقدم المساعدات، بل هي مؤسسة إنسانية ذات رؤية استراتيجية تدرك أن العمل الخيري الحقيقي لا يُقاس بحجم التبرعات فقط، بل بقدرته على إحداث تغيير مستدام في حياة الأفراد والمجتمعات. إن التحديات التي تواجهها تشاد، سواء في مجالات الصحة أو التعليم أو المياه، تتطلب نهجًا تكامليًا يستند إلى بناء القدرات وتعزيز الاعتماد على الذات، وهو ما نلمسه بوضوح في المبادرات التي تتبناها المؤسسات الإنسانية الكويتية.
وتابع خاطر: لا يمكن الحديث عن العمل الإنساني في تشاد دون الإشارة إلى الأوضاع الإنسانية المعقدة التي تشهدها البلاد، حيث تؤوي أكثر من مليوني لاجئ، إلى جانب التحديات الاقتصادية والتنموية التي يواجهها المجتمع ككل. في ظل هذا الواقع، يصبح العمل الإنساني مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر الجهود بين الحكومات والمؤسسات الخيرية والقطاع الخاص، لضمان أن تكون المساعدات المقدمة ليست مجرد استجابة لحالة طارئة، بل جزءًا من خطة تنموية شاملة تُحدث فرقًا حقيقيًا على المدى البعيد.
وأكد خاطر أن دولة الكويت، التي كانت وما زالت في طليعة الدول الداعمة للعمل الإنساني، لم تتوانَ يومًا عن تقديم العون للمحتاجين في مختلف أنحاء العالم، وكان لتشاد نصيبٌ وافرٌ من هذا العطاء النبيل. وما يميز النهج الكويتي في هذا المجال هو الحرص على تنفيذ مشاريع نوعية تلامس الاحتياجات الفعلية للمجتمعات المستهدفة، بعيدًا عن الحلول المؤقتة. وإن “نماء الخيرية”، من خلال شعارها “نهتم بالإنسان”، تؤكد هذه الرؤية عبر تبنيها لمبادرات تحقق الاستدامة وتعزز التنمية.
نُثمن عاليًا الزيارة الأخيرة التي قامت بها “نماء الخيرية” إلى تشاد، والتي لم تكن مجرد جولة ميدانية، بل خطوة استراتيجية نحو تعزيز العمل المشترك، حيث تمكنت من تشخيص الاحتياجات بدقة وتنفيذ مشاريع حيوية في مجالات الإغاثة والصحة والمياه. هذه الجهود تعكس التزامًا أخلاقيًا وإنسانيًا راسخًا تجاه الشعب التشادي، وتؤكد أن العمل الخيري عندما يكون مدروسًا ومخططًا له بعناية، يصبح قوة دافعة للتغيير الإيجابي.
واختتم خاطر قائلا نحن على ثقة بأن هذه الشراكة بين تشاد والمؤسسات الإنسانية الكويتية ستستمر في النمو والتطور، وأن ما يجمعنا ليس فقط الدعم الإنساني، بل رؤية مشتركة لمستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا. ونتطلع إلى مزيد من التعاون المثمر، إيمانًا بأن خدمة الإنسان هي أسمى رسالة يمكن أن يحملها أي عمل مشترك.
ومن جانبه قال الرئيس التنفيذي لنماء الخيرية سعد العتيبي : تقع تشاد في قلب منطقة غير مستقرة، محاطة بدول تعاني من أزمات متلاحقة، ورغم ذلك، نجدها تتحمل مسؤولية استيعاب أعداد كبيرة من اللاجئين الفارين من ويلات النزاعات. وهذا يُحسب لها، إذ تجسّد معاني حسن الجوار وكرم الضيافة، حيث يجد اللاجئ في تشاد بيئة أكثر استقرارًا مقارنة بدول أخرى.
وأضاف العتيبي : على مدار 48 عامًا، آمنت نماء الخيرية بأن العمل الإغاثي ليس مجرد استجابة للأزمات، بل هو ركيزة أساسية للتنمية. ومن هذا المنطلق، توسّعنا في كفالة الطلاب الجامعيين، إدراكًا منا بأن التعليم العالي هو المفتاح لتمكين المجتمعات ونهضتها. لم نحصر دعمنا في تخصص واحد، بل تبنينا مسارات متنوعة تلبي احتياجات التنمية في تشاد، وننتظر خلال العامين المقبلين فرحة تخريج هؤلاء الطلبة، ليكونوا رافدًا أساسياً في بناء وطنهم.
وتابع العتيبي لم يقتصر دور نماء الخيرية في تشاد على التعليم، بل امتد ليشمل مشاريع نوعية تسهم في تحسين جودة الحياة، مثل المخيمات الطبية، والمراكز الإسلامية، ومراكز تحفيظ القرآن، ومشاريع المياه، ورعاية الأيتام، وغيرها من المبادرات التي تُرسّخ قيم العطاء والتنمية المستدامة.”
ومن جانبه قال خالد الشامري – مدير إدارة الإغاثة في نماء الخيرية “عدتُ مؤخرًا من تشاد بعد رحلة حافلة بالعطاء والتنمية، حيث نفّذنا العديد من المشاريع الإنسانية التي تعكس التزام نماء الخيرية برسالتها في دعم المجتمعات المحتاجة.
وأضاف : في إطار رؤيتنا لتعزيز التعليم المتكامل، أبرمنا اتفاقية مع وزارة التربية في تشاد لإنشاء مجمعات تعليمية تجمع بين التعليم الأكاديمي وتحفيظ القرآن الكريم، تحقيقًا لرغبة المتبرعين في بناء أجيال متعلمة ومتأصلة في قيمها.
وتابع الشامري : كما أطلقنا خلال زيارتنا عددًا من المشاريع النوعية التي أحدثت أثرًا مباشرًا في حياة المستفيدين، شملت إجراء عمليات العيون، وحفر الآبار، والمبادرات الدعوية، إضافة إلى كفالة أكثر من 200 يتيم، ودعم أكثر من 150 مسجدًا، إلى جانب تنفيذ مشاريع للآبار الارتوازية، سعيًا لتوفير حياة كريمة لأهل تشاد وتعزيز الاستدامة في العمل الخيري.
