شوارح حماك
خاص – أحمد حسن
عوامل شتي تكالبت علي البورصة ، فأفقدتها توازنها وكبدتها خسائر في مؤشراتها الرئيسة ، لم تري مثلها منذ سنوات طوال ، للتراجع بأكثر من 4.6% إلى 6463.76 نقطة لأدنى مستوياتها فى قرابة عامين، وسط مطالب بسرعة التدخل الحكومي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .
البورصة الكويتية لم تكن في معزل عن أسواق المنطقة العربية والخليجية التي منيت بخسائر فادحة جراء التراجع الحاد ، وتأثرت بما يدور فيها سلبياً، ولعل الهبوط الكبير في البورصات يطرح تساؤلا هاماً، هل شبح هبوط النفط هو ما أفقد البورصة الكويتية توازنها؟
” حماك” طرحت التساؤل علي اختصاصيين فكانت إجابتهم كالتالي :-
المحلل المالي عبد العزيز الرباح: التوصيات الحكومية بدعم البورصة، مسكنات وقتية ودغدغة مشاعر ، لن تجدي نفعاً ، وسط سيطرة شركات ومجاميع كبري علي التداولات ، خدمة لمصالحها البحتة ، وها هي تمني نفسها بدعم حكومي مجاني لتضاعف أربحها علي حساب صغار المستثمرين.
الرباح : عن أي دعم يتحدثون ، وقانون هيئة أسواق المال عقيم وتعديلاته المقترحة لا تسمن ولا تغني من جوع ؟ هل يعقل سيطرة 5 -7 شركات علي سوق مدرج به 200 شركة ؟
هبوط النفط أحد مسببات التراجع ، ارتفاعه لن يعيد التوازن ، لأن التراجعات غير مبررة في حقيقتها، وسط انتشار الشائعات علاوة على ضغوط بيعيه على الأسهم الراكدة، السوق يحتاج أكثر من مجرد تدخل أو دعم حكومي.
الخبير الاقتصادي عدنان الدليمي: تراجع البورصة استكمالا لمسلسل الفساد والتدني في شتي القطاعات الاقتصادية نتيجة شح المشاريع الكبري .
الدليمي : التراجعات ، سببها غياب صناع السوق وافتقاد الدور الفعال للمحفظة الوطنية، رغم تأكيدات حكومية بفاعليتها ، ما أوقع المتعاملين تحت وطأة الخروج من الأوامر بصور عشوائية دون الالتفات إلى الخسائر خلال الجلسات الماضية .
تراجع النفط ، ردة فعل عنيفة ، لكن التحركات العشوائية غير المدروسة من جانب المتعاملين لاسيما الصغار خوفا من الخسائر ، عزز الانخفاضات المتتالية في مؤشرات السوق .
البورصة مرآة الاقتصاد ، تراجعها مؤشر خطير للوضع الراهن والفشل الذريع في تنويع مصادر الدخل القومي، ما تتداوله السلطتان بشأن وقف نزيف البورصة ، شو إعلامي ، سرعان ما يزول .
سليمان العثمان إدارة الاستثمار المباشر في الشركة الكويتية للاستثمار : بورصتنا تنهار ، لكن بورصات الخليج في حالة تصحيح ، بسبب قرارات هيئة الاستثمار الخاطئة بافصاحها عن بيع ملكيتها في شركات تشغيلية في توقيت صعب.
العثمان: نصف سيولة البورصة تبخرت بسبب الخسائر ،السبب معروف ، لكن فقط لأصحاب النفوذ والسيطرة ، في سوق بلا شفافية يعاني ضعفاً في الرقابة ، استغلها الكبار بجانب أزمة النفط ليخفوا تلاعباتهم ويحققوا مكاسب علي حساب الصغار.
من يقتنع بأن تراجع البورصة سببه تدني النفط ، فليراجع نفسه وليقرأ تاريخ السوق جيداً ، ضخ السيولة يفيد شركات بعينها ، لكن لن يغير الواقع ، ما بقيت التشريعات من دون تغيير والمسببات تخفي عمداً عن العوام .
