

ناصر بدر العيدان:
تابعت بشغف لقاء المهندس جمال الحوسني عن تحركات تنظيم جماعة «الإخوان المسلمين» في الإمارات، وقد شدتني فكرة استنتجها هو، كانت لتجنب تنظيم الاخوان كل ما يمر به اليوم في الإمارات، والخليج ربما. يقول الحوسني «إن استيراد الربيع العربي من مصر إلى الامارات لم يكن موفقاً، فالوضع السياسي في مصر يختلف تماماً عن الوضع في الامارات، فالشعب الاماراتي شعب محب لحكامه، راضٍ عنهم وعن مستوى معيشته، ولن تجدي أي دعوات للثورة أو قلب نظام الحكم. هذه الفكرة لخصت بُعد النظر في اتخاذ قرار استراتيجي، لم توفق قيادة الاخوان في الامارات في اتخاذه، بحسب كلام الحوسني.
هذه الأخطاء الاستراتيجية لا يعود إثمها ودمارها على الشق السياسي لأي جماعة اسلامية فحسب، بل يشمل الجانبين الدعوي والخيري، وكل «معروف» تقوم به الجماعة في المجتمع، بل قد يعبر هذا التوجه العدائي للجماعة أو الحزب إلى دول مجاورة بسبب قرار سياسي خطأ. وهذا بالضبط ما يتجنبه كل كيان ينوي تصدير فكره وثورته في العالم، خصوصاً الكيان الأشهر والأبرع في ذلك: إيران. فالاحترافية التي تقوم بها إيران في تصدير ثورتها أو فكرها لا مثيل عربيا له، فإيران قلبت الآية، إذ يظن الكثير ان العنف هو آخر درجات الانقلاب والثورة، إيران أثبتت أنه أولها! بل أثبتت كذلك أن تصدير واستيراد الثورة لا يتطلب دعماً عسكريا أو مالياً بالضرورة.
يقولون ان إيران تسيطر على أربع عواصم عربية، اختلفنا او اتفقنا على ذلك، السؤال هو: كيف لذلك أن يحدث؟ هذا ما كان ليتم لولا الاستقرار الفكري والتنظيمي الذي استغرقت إيران في رعايته لما يزيد على الربع قرن، منذ نجاح الثورة الإيرانية. أما الثورة في مصر، أو قل حكم الاخوان فيها، فخلال عامهم الأول فقط، يريدون قلب نظام حكم مستقر ومرضي عنه في دوله أخرى كالإمارات، بحسب تصريحات الحوسني. الثورة فكر، والفكر المستقر والناجح يفرض تصديره دون أوامر تنظيمية أو تمويل مباشر بالضرورة.
لكن انتبه، فالنجاح لا يعني بالضرورة أنك على حق، فنجاح إيران اليوم في نشر «ثورتها المذهبية» في المنطقة يقف على أشلاء 100 ألف قتيل سوري، وأكثر. فهل تعتبر ذلك نجاحاً؟ يعتمد ذلك على «الجمرك» الذي تعمل لديه، تصديراً واستيراداً!