

ناصر بدر العيدان:
تحتل إسرائيل ثلثا الجولان السوري، وتحتل فلسطين أصلاً، وتحتل إيران الجزر الثلاث، وتحتل الأحواز كذلك. هذه المناطق العربية الأربع، تحت احتلال دول غير عربية، اسرائيل وإيران. آخر هذه المناطق احتلالاً وأحدثهم عهداً هم الجزر الثلاث الإمارتية: ابوموسى وطنب الكبرى والصغرى، حيث بسطت ايران سيطرتها عليهم بالقوة وهجّرت شعوبها العربية في العام 1971.
جزيرتا طنب الكبرى والصغرى كانتا تحت سيطرة حاكم رأس الخيمة، وجزيرة أبو موسى كانت تابعه حاكم الشارقة، وكلتا الإمارتين قاومتا الإحتلال بطريقتهما. فإمارة رأس الخيمة قاومت الغزو الإيراني بالقوة، وقاوم جنودها وشرطتها ببسالة العدوان، لكن القوة كانت في صف الإيرانيين. أما الشارقة، فقد وقعت اتفاقية مع ايران -بإشراف بريطاني- بأن تأخذ جزءاً من الجزيرة، وما ان وطأت قدم ايران الجزء المتفق عليه، حتى نكثت في الاتفاقية واحتلت كامل الجزيرة.
تعتبر قضية الجزر الثلاث قضية قومية حالها حال فلسطين والجولان والأحواز. فقد برر الرئيس العراقي السابق صدام حسين حربه مع ايران باحتلال ايران لهذه الجزر، وخرج الشعب الإماراتي بمظاهرات حاشدة رافضاً هذا الإحتلال الهمجي واستخدام لغة القوة. ويأتي السؤال: من ضيع الجزر الثلاث؟ نحن نعرف من احتلها، لكن هل يتحمل القواسم جزءاً من المسؤولية؟ ربما، لكن ما حيلة الضعيف؟
المسؤول الأول عن احتلال الجزر هي بريطانيا، فحين رفع الايرانيون علمهم على الجزر في العام 1904 جسّاً للنبض، احتجت وقتها بريطانيا وانسحبت ايران. أما حين احتلت ايران الجزر مطلع السبعينات، لم تنطق بريطانيا! لا نلوم بريطانيا في البحث عن مصلحتها وسياساتها الاستعماريه، لكن ان تأتي ايران اليوم وتقول انها تريد خيراً في الخليج، فلا تتوقع ان نصدّقها ونمدّ لها الأيادي، قبل ان تحترم سيادتنا وحقوقنا وتنتهي عن احتلال اراضينا. وبما أن التاريخ يستشرف المستقبل، فأنا لا أستبعد أن تتكرر هذه الحكاية في البحرين والخليج، ان ابتعد حلفاء البحرين عن حمايتها. فإيران هي ايران.. لم تتوب ولن تتوب!
المصدر: الراي.