آراءمحلي

الشايجي:أهلاً بكم في الكويت

بقلم: صالح الشايجي:

صالح الشايجي
صالح الشايجي

العقلانية والواقعية السياسية والإقرار بالأمر الواقع والتعامل معه حسبما هو عليه لا حسب الهوى والنظرة الحصرية له، هي ما أدى بالمقاطعين للمرسوم الأميري الخاص بانتخابات مجلس الأمة وقصر التصويت فيها على صوت واحد للناخب وهو ما عرف بمرسوم «الصوت الواحد» إلى العودة عن قرارهم بالمقاطعة، والاندماج من جديد في الحياة السياسية، وهذا أمر مرحب به ويشكل خطوة سياسية جيدة وجديدة في مسيرة الكويت الديموقراطية.

هذا أمر ليس بالتأكيد محل طعن أو معايرة ومكايدة واستخفاف وتصغير للمقاطعين العائدين، بل هو محل ترحيب ومباركة، ولكن وحسب رأيي وربما يشاركني الكثيرون هذا الرأي، كان يتعين على المقاطعين العائدين أن يقوموا بالاعتذار للشعب الكويتي ولأتباعهم الذين ساروا في ركبهم وعلى هواهم واتبعوهم اتباع الظل لصاحبه.

لقد عاشت البلاد في السنوات القليلة الماضية حالة غليان سياسي كان مسرحه الشارع، وسرت في البلاد حالة من الفوضى لم تعرفها طوال تاريخها، وحدثت تصادمات بين رجال الأمن والمواطنين وسالت دماء ودخل شبان السجون وقامت محاكمات وانشق فيها صف الشعب وصرنا فسطاطين وقلبين وصوتين واتجاهين.

روع الناس في بيوتهم وخافوا على أنفسهم وعلى أعراضهم وأموالهم، وعلت الأصوات بالباطل وعطلت مصالح الناس وسدت الشارع وحوصرت المخافر واستبيحت دماء رجال الأمن واعتدي على المنشآت العامة وخسرت البلاد الكثير من الأموال.

انفتحت جروح وما سدت ولا التأمت وما زالت في الذاكرات حية تسيح وتصيح، وفر الفارون من بلدهم الذي كان آمنا وهم فيه آمنون وطرقوا أبواب الدول يبحثون عن ملاذ، فذلوا حيث هم لائذون، فما غير أرض الوطن تحمي كرامة الإنسان وما غير سمائه تظله بظلال الرحمة، فعاشوا هناك محسورين مغلولين مذمومين.

كل هذا حدث وأكثر منه ولم آت على ذكره بسبب تعنتكم وصلفكم وغروركم والسراب الذي خدعكم فحسبتموه ماء وسرتم إليه سير الظامئ الصدي، فخذلكم السراب وعدتم منه خائبين إلى جادة الصواب.

وتلكم كلها موجبات اعتذاركم واعترافكم بأخطائكم وخطاياكم، فمصائر البلدان والشعوب ليست دمية في أيدي العابثين والهازلين.

أهلا بكم في الكويت، بعد اعتذاركم لها ولنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى