آراءدولي

جمال:خطيئة قصف دمشق

 عبدالمحسن يوسف جمال:عبدالمحسن-يوسف-جمال

هناك اخلاقيات يلتزم بها البشر اتفقوا عليها وجعلوها منهجا لهم في كل الظروف حتى في اوقات النزاعات والحروب.وجاءت الاديان لتقر ذلك، وانسجمت حقوق الانسان التي نظمها الناس في اتفاقيات ملزمة بهذا الاتجاه.ففي الحروب يكون الصراع بين القوى المسلحة ويجب الابتعاد عن الاهالي والمدنيين وعدم قصف المدن المأهولة بالسكان.هذه الاخلاقيات وغيرها اصبحت من المحرمات في القانون الدولي.ونفتخر نحن المسلمين ان ديننا الحنيف وعلى لسان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله، هو من منع في الحروب واشتداد المعارك قتل النساء والاطفال والشيوخ والذين اعتزلوا الحرب وآثروا الانعزال.
كما منع قتل الجريح او ملاحقة الفارين من القتال او سلب اموال الناس او هتك العرض او قطع الاشجار او افساد الزرع او هدم البيوت ودور العبادة او ترويع الامنين او العبّاد وهم في مساجدهم وصوامعهم.
كل ذلك وضعه المشرعون ليكون قانونا دوليا.. حيث اصدرت الامم المتحدة مواثيق تنظم السلوك الانساني السليم اثناء الحروب وجعلت كل ما جاء به الدين الاسلامي من محظورات، واضافت اليه محاكمة المخالفين لهذه الشروط ومعاقبتهم دوليا.
لذلك فان اعلان قائد «جيش الاسلام» زهران علوش قصف دمشق، اقدم مدينة في العالم وعاصمة سوريا، بالصواريخ هو عمل خاطئ مهما كانت مبرراته.
فهذا الفصيل المسلح الذي يقاتل الجيش العربي السوري ينسب نفسه الى الاسلام ولقد عرفنا ان الاسلام يحرم ذلك! فأي اسلام هذا الذي يدعونه وهو بريء من اعمال هؤلاء.
قد يبرر ذلك ان ما يفعله هو لردع النظام السوري او تخويفه او التسريع باسقاطه، ولكن كل ذلك لا يبرر بأي حال قصف المدن والناس الآمنين فيها، بل هي جريمة حرب يعاقب عليها الشرع الاسلامي بتهمة الافساد في الارض، والقانون الدولي كجريمة حرب ضد المدنيين العزل غير المشاركين في المعارك.
اما المؤيدون لجريمة قصف العواصم العربية فهم ايضا مشاركون لفاعليها ان بنية السوء او بالرضا بقتل الابرياء والمشاركة في هدر دمائهم.
أما الرد الالهي.. فانه لا يحيق المكر السيئ الا بأهله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى