شراكة بين “نماء” ومفوضية الأمم المتحدة للاجئين لدعم التعليم

وقعت نماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مقر جمعية الإصلاح الاجتماعي بمنطقة الروضة، اتفاقية مساهمة لتمكين المفوضية في تقديم البعثات الجامعية على مدار 4 سنوات إلى 14 طالباً من اللاجئين السوريين في المنطقة، ضم برنامج منح التعليم العالي التابع للمفوضية.
و أكد الرئيس التنفيذي في نماء الخيرية سعد العتيبي، أن العلم هو سر نهضة الشعوب وتقدمها، والتعليم الجامعي أحد العناصر الأساسية المهمة في دعم التنمية البشرية في جميع أنحاء العالم، حيث إنه لا يوفر للفرد المهارات الأساسية اللازمة لسوق العمل فقط، وإنما يوفر أيضاً تدريباً ضرورياً لجميع الأفراد على اختلاف تخصصاتهم سواء كانوا اقتصاديين أو مدرسين أو أصحاب مهن أخرى.
وبيَّن العتيبي أن التعليم الجيد هو في الواقع كل شيء، فهو يساعد على حماية اللاجئين ويمنحهم الأمل بمستقبلهم ويعزز التماسك الاجتماعي ويمكن للاستثمارات في التعليم أن توفر فرصاً حقيقية للمجتمعات المستضيفة.
وأضاف العتيبي: لا شك أن أزمة اللاجئين السوريين لا تزال تتصدر عناوين الصحف ووسائل الإعلام العالمية نظرًا لحجمها وانعكاساتها الإقليمية والدولية المستمرة، لكن في طيات هذه الأزمة هناك كارثة كامنة بعيدًا عن الأنظار لا تقل شأنًا في تأثيرها على مستقبل الأمة السورية وهي الأزمة التعليمية، وعدم استطاعة اللاجئ إكمال دراسته الجامعية.
وقال العتيبي: من بين اللاجئين السوريين الذين هربوا من الصراع في بلدهم هناك عشرات الآلاف من الشباب السوريين الذين توقفوا عن متابعة تعليمهم الجامعي فجأة، مما قضى على آمالهم نحو مستقبل أفضل، فقبيل اندلاع الأزمة بلغ معدل إكمال الدراسة الثانوية 74%، ونحو ربع أعداد الفئة العمرية بين 18 و22 سنة كانوا يستكملون دراستهم الجامعية.
وأشار العتيبي إلى أن الشراكة الإستراتيجية بين المؤسسات الخيرية الكويتية والمنظمة الدولية تطور مهم للعمل الخيري والإنساني، فلم يعد بإمكان المؤسسات الخيرية أن تعيش في معزل عما يحدث في العالم، ومن خلالها يمكن الوصول إلى مناطق النزاعات المختلفة في ظل التحديات التي تواجه العمل الإنساني
وأضاف العتيبي: لقد أضحت الشراكة مع تطور آفاق العمل الخيري ثقافة ضرورية لتنمية المجتمعات الفقيرة، وحاجة ملحة لتمكين المؤسسات الخيرية عبر آليات التنسيق والجودة، وصياغة برامج ومبادرات مشتركة، تعود بالخير والنماء على الإنسانية جمعاء، مبيناً أن نماء الخيرية أرست مبدأ الشراكة في عملها بهدف التكامل مع المؤسسات الخيرية والعالمية الأممية.
ومن جانبها، قالت نسرين ربيعان، الممثلة الجديدة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الكويت: يعد دعم حصول اللاجئين على التعليم العالي مؤثراً جداً، وهو من ضمن إستراتيجية مشاريع التعليم للمفوضية خلال السنوات القادمة.
وأكدت ربيعان أن ذلك يتماشى مع خطة التنمية للأمم المتحدة لعام 2030، حيث يدعو الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للدول إلى تقديم “تعليم شامل وعالي الجودة للجميع”، و”تعزيز التعلم مدى الحياة” في إشارة صريحة إلى أهمية استهداف الفئات الضعيفة، وهذا يشمل توفير المنح الدراسية، والنهج المبتكرة مثل برامج التعلم المتصل، وكذلك دعوة الوزارات والجامعات والأوساط الأكاديمية في كل الدول لتوسيع نطاق دخول الطلاب اللاجئين إلى مؤسسات التعليم العالي الوطنية والدولية.
وقالت ربيعان: إن هذا التعاون يأتي استكمالاً لمسيرة الكويت الإنسانية، ولطالما كانت دولة الكويت بكافة قطاعاتها الحكومية والخاصة والخيرية سباقة في الاستجابة الإنسانية لكافة شعوب العالم المستضعفة