آراءدوليصورة و خبر
أخر الأخبار

شرق الفرات… بين سلطة قسد الإرهابية وطموح أبناء المنطقة


حماك
طغت أخبار الاشتباكات بين مليشيا “قسد” من جهة والقبائل العربية على الضفة الشرقية من نهر الفرات، على نشرات الأخبار ،وذلك نظراً لأهمية المنطقة جغرافياً واقتصادياً وحتى سياسياً.
حاولت مليشيا “قسد” تعميم رواية تقول إن سبب هذه الاشتباكات هو عزل قائد ما يسمى “مجلس دير الزور العسكري” أحمد الخبيل المتهم بقضايا فساد واتجار بالمخدرات وغيرها من القضايا التي تعتبر “قسد” رائدة فيها.
لكن قبل الخوض في تفاصيل ما جرى، لا بد من القوال إن هذه المليشيا “قسد” الغطاء السياسي لتنظيم الـ ((PKK الإرهابي، الذي نشأ وترعرع وتسلح بين أحضان نظام الأسد، ومارس إرهابه على تركيا وجيشها انطلاقاً من الأراضي السورية.
واستمر التعاون والتنسيق بين هذا التنظيم ونظام الأسد، حتى قيام الثورة السورية، حيث عقد معه بشار اتفاقاً لإجهاض الثورة السورية وطعنها في الخلف، وذلك عن طريق تزويدها بالسلاح وتسهيل عبور مقاتليها عبر مناطق سيطرته، ومن ثم مهاجمة الجيش السوري الحر، إذ ارتكبت مليشيا “قسد” مجزرة عين دقنة عام 2106، عندما تسلل مقاتلوها وغدروا بعشرات المقاتلين من الجيش الحر، ومثَّلوا بجثثهم وطافوا بها شوارع مدينة عفرين عندما كانت تخضع لسيطرة هذه المليشيات.
توسع نفوذ هذه المليشيات وسيطرت على مساحات واسعة من المنطقة الشرقية بدعم جوي من التحالف الدولي ، بذريعة القضاء على تنظيم داعش، حيث استولت هذه المليشيات على حقول النفط في المنطقة الشرقية، وحرمت أهلها من الاستفادة منها، وسخّرت هذه الموارد لخدمة أهدافها ومشاريعها الانفصالية.

الأسباب الحقيقة لانتفاضة العشائر
حاولت “قسد” في الأيام الأولى لانتفاضة العشائر أن تشيع أن سبب الانتفاضة هو اعتقال “قائد مجلس دير الزور العسكري” أحمد الخبيل، وعلى هذا المبدأ يتم تصوير ما جرى أن “قسد” تقوم بمحاسبة أحد عناصرها الفاسدين، إلا أن الأسباب الحقيقة مختلفة تماماً لما تدعيه “قسد” والأبواق العربية والغربية الموالية لها.
فالسبب الحقيقي لما جرى هو محاولة إفراغ المنطقة الشرقية من الكتلة الاجتماعية الصلبة؛ أي العرب السنة، وهذا ما قامت وتقوم به مليشيا “قسد” برضاء تام من التحالف ، من خلال ممارستها العنصرية ضد العرب، وهذا بالتالي سيؤدي ـ بحسب المخطط ـ إلى تمكين الأقليات بالمنطقة، وفي سوريا عموماً، لأن المراد لسوريا مستقبلاً أن تصبح دولة أقليات، بعد أن يتم تهجير وتمزيق (الكتلة الصلبة)، وكل ذلك يتم خدمة لإسرائيل.
إلى جانب ذلك هناك عدة اسباب دفعت القبائل لهذه الانتفاضة، منها مثلاً فرض مناهج دراسية تخالف الدين الإسلامي، على طلبة المدارس في المنطقة، هذه المناهج التي خرج الأهالي في احتجاجات ضدها، لأنها بعيدة عن قيم وأخلاق المجتمع العربي المسلم، إضافة إلى احتوائها على أفكار علمانية مزيفة، من ذلك ادعائها الدفاع عن المرأة وحقوقها، وإعطائها الحرية في كل مجالات الحياة.
وفي هذا السياق يقول أحد الناشطين في المنطقة: إنّ “أحداً من المدرّسين أو أهالي التلاميذ لم يعد يجرؤ على الاعتراض على تلك المناهج المفروضة بقوّة السلاح. وكلّ من يرفع صوته يُعتقل، لذا لم يبقَ أمام الناس سوى الرحيل”.
أيضاً حوت هذه المناهج على تمجيد وتقديس للمدعو عبدالله أوجلان زعيم تنظيم ((PKK الإرهابي، وهو معارض كردي تركي وزعيم حزب العمال الكردستاني، لاحقته السلطات التركية حتى تمكنت من القبض عليه عام 1999 في كينيا، وحكم عليه القضاء التركي بالإعدام ثم خففه إلى السجن المؤبد.
كذلك فرض التجنيد الإجباري على أبناء المنطقة ، وتحكم أكراد جبل قنديل بالأمور في منطقة سكانية جميع سكانها من العرب السنة، ولا يوجد فيها أي عرقية أخرى ، فضلًا عن التعاون بين البككا والنظام السوري ولا سيما في مجال النفط ، حيث تضع عصابة قنديل يدها على أضخم ثروات سورية الباطنية من نفط وغاز.
وقد تبنى الحزب منذ تأسيسه توجها ماركسيا لينينياً يتجسد ذلك في اعتماده الثورة أداة للنضال والتحرر عن تركيا. وفي برنامج الحزب نجد ما نصه “إن حزبنا المتأسس في السبعينيات عبارة عن حركة اشتراكية ثورية تسعى إلى التحرر الوطني”.
كان دعم حافظ أسد لأوجلان وحزبه دعماً غير محدود، وعلى إثر هذا الدعم شن الـ ((PKK هجمات دموية على الجيش التركي، وقام بالعديد من التفجيرات في الأماكن المدنية، راح ضحيتها مئات الأبرياء.
وتتبنى مليشيا “قسد” نهجه وأفكاره، وهي بمثابة غطاء سياسي له على الأراضي السورية، بقيادة المدعو “مظلوم عبدي”

من يكون قائد قسد أو الجنرال ؟
مظلوم عبدي، اسمه الحقيقي فرهاد عبدي شاهين، ولد في منطقة عين العرب (كوباني) في ريف حلب الشمالي عام 1967، ودرس الهندسة في جامعة حلب، إلا أن بعض المصادر السورية الكردية ترجّح أنه لم يكمل دراسته في الجامعة. ووفق المصادر، انتسب عبدي إلى حزب العمال في سورية، وسجن عدة مرات لدى الأجهزة الأمنية السورية على خلفية ذلك، رغم العلاقة الوطيدة التي كانت تربط هذا الحزب بالنظام السوري في التسعينيات من القرن الفائت، والتي كادت أن تتسبب باجتياح الجيش التركي للأراضي السورية في عام 1998.
وبحسب المصادر نفسها، فإن عبدي قريب من قائد حزب العمال عبد الله أوجلان، المسجون حاليا في أحد السجون التركية، بعد طرده من سورية نتيجة الضغوط العسكرية التركية. وشارك بعدة عمليات للحزب داخل تركيا قبل أن يغادر إلى أوروبا، حيث بقي حتى عام 2003، ثم عاد والتحق بالحزب في جبال قنديل الواقعة على الحدود المشتركة بين العراق وتركيا وإيران.
عمل مع قياديين آخرين على تأسيس وحدات “حماية الشعب” الكردية التي سيطرت برضى النظام على المناطق ذات الغالبية الكردية من السكان في شمال سورية. وتحولت هذه الوحدات الى ذراع عسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يعتبر الفرع السوري لحزب العمال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى