صورة و خبرمنوعات

شيخة آل ثان لـ”حماك”: أحلم بإسعاد كل أطفال العالم

شيخة آل ثان
شيخة آل ثان

ساتوك تزرع ” ابتسامة ” وتحصد ” أمل ” في غد مشرق

أميرة السلام تقدم دعوة للتسامح والتعايش السلمي ووقف بحور الدماء من العالم

علينا الارتقاء بشعوبنا فدماؤهم ليست رخيصة وليكن رمضان بداية التسامح والسلام

الفلسطينيون يواجهون مستعمرا عنصريا وجرحنا فيهم أعمق من أن تداويه الدموع

اختفى المنطق والعقلانية في سورية فسادت شريعة الغاب وسالت الدماء

أعددنا مشروع انتشال أطفال الشوارع في مصر وسيكون نموذجاً

ساتوك ولدت كبيرة بفضل العقول الفتية التي تتعاون معها فى أكثر من دولة

 

حاورها – محمد عبد العزيز

أكدت مؤسس ورئيس مؤسسة “ساتوك” في لندن لرعاية الأطفال المحرومين في العالم الشيخة شيخه آل ثان أن المؤسسة تجرى اتصالات مع الأمم المتحدة للدخول إلى سورية هذه الأيام لدعم أطفالها وتقديم المساعدات لهم فى شهر رمضان.

 هدفنا زراعة الابتسامة على وجه الطفل. فالأطفال هم شباب الغد وسواعد الأمم للبناء. فالاهتمام بهم هو الكنز الاستراتيجي لدى الأمم والشعوب.

 آل ثان خصت “صحيفة حماك” بحوار هو الأقوى والأشمل، قالت فيه إن ساتوك ستتحرك بقافلة هذا العام في بعض الأماكن الفقيرة بهدف إطعام مليون شخص. وسنجهز ملابس العيد لآلاف الأطفال المحرومين فى دول العالم خصوصاً المسلمين في الفلبين والدول العربية.

 نتواصل مع حكومات دول إفريقية عديدة، بل على نطاق عالمي، وأيضا المؤسسات الدولية والمجتمع المدني مثل اليونيسف، بهدف عمل شراكة يكون هدفها رعاية الأطفال المحرومين فى جميع مراحل التعليم حتى التخرج.

وقدمت آل ثان عبر ” حماك ” التهاني للعالم أجمع بشهر رمضان الكريم، داعية الله أن يحقن دماء البشرية جمعاء في كل أصقاع الأرض، وأن يعم الأمن والآمان والسلام والاستقرار ربوع البسيطة، فما أقسى على النفس من إزهاق دماء أي إنسان.

وإلى تفاصيل الحوار:

شيخة آل ثان مع عدد من الأطفال
شيخة تجد سعادتها بين هؤلاء
  • بعد مشوار حافل للشيخة شيخة آل ثان “أميرة السلام”، وفي مجال رعاية الأطفال المحرومين، ما أبرز مشروعاتكم المقبلة؟

 نحن في شهر رمضان الكريم، وأنتهز الفرصة عبر جريدتكم لأهنئ العالم الإسلامي كله بالشهر الكريم، وأقول للجميع كل عام وانتم بخير، وفرصة في هذا الشهر لنشعر بطعمه مع الفقراء، فكم هي فرحة الصائم عندما يأتي بقدر ما استطاع من فقراء وأيتام ليفطر معهم، ويعرف لماذا فرض الله الصوم.

فالصبر والتسامح والحب والمودة ومفردات جميلة نراها مجتمعة في هذا الشهر، هو شهر الله، الذي يمنحنا فيه – سبحانه وتعالى – مكافأة عام، إذا أحسنا فيه العمل، وأكثرنا من عمل الخيرات.

 و( ساتوك) لها قافلة هذا العام ستتحرك في بعض الأماكن الفقيرة لغرض إطعام مليون شخص. بالإضافة إلى ملابس العيد للعديد من الأطفال المحرومين في دول العالم خصوصاً سيتم التركيز على أطفال المسلمين في الفلبين والدول العربية، وأيضا سنذهب بقافلة للجزائر فى الحدود مع مالى حيث الملاجئ للمشردين من ليبيا ومن مالى، وانتهز الفرصة لأوجه التحية لحكومة الجزائر لأنها تبذل جهودا قوية في إيواء عدد كبير الأرقام تتجاوز المليون. وأيضا نجرى مشاورات مع الأمم المتحدة للدخول إلى سوريا.

  • لماذا لا يكون للمؤسسة فروع في الدول الإفريقية بشراكة مع حكومات تلك الدول للإسهام في رعاية الأطفال المحرومين من الولادة حتى التعليم الجامعي؟

 بالتأكيد نحن نتشاور مع العديد من الحكومات فى هذا الشأن ليس فى إفريقيا فقط، بل على نطاق عالمي، وأيضا المؤسسات الدولية والمجتمع المدني مثل اليونيسف على سبيل المثال. والتعليم هو إلزامي في الابتدائي والإعدادي وأحيانا التعليم ما قبل الجامعي غالباً في كل الدول، لكن تكمن المشكلة في الفقر، الذي بدوره يستدعى من يتلقى العلم من الأسر الفقيرة إلى العمل لإعالة الأسرة، وغالباً يكون العمل غير ثابت، ليس هذا فحسب، بل هناك من لا يرغب في التعليم، إذا لديك مشكلة تتفاقم، وبالتالي ينتج عنها سلبيات أخرى جديدة غير متوقعة كظاهرة لأمراض في المجتمع، على سبيل المثال العشوائيات.

  • وما العقبات حيال تحقيق تلك الأفكار التنموية؟

التعليم يحتاج إلى ميزانيات ضخمة جداً، وهناك العديد من الدول الأفريقية لديها مشاكل في هيكلية الأسرة، فهناك دول تحتاج الأسرة قبل التعليم إلى السكن الملائم الذي لا تجده، وهناك أماكن تفتقر إلى الماء الصالح للشرب، هناك أماكن الأمراض تفتك بالأطفال الذين لم يصلوا إلى سن التعليم. والتنمية تحتاج إلى أولويات، نعم التعليم يلعب دور، لكن هناك أشياء ضرورية أحيانا تسبق التعليم منها توفير الأساسيات للحياة، ثم ستجد إن الإنفاق في التعليم يأتي بالتطوير السريع والتنمية الأفضل.

تلقي كلمة في إحدى فعاليات ساتوك
تلقي كلمة في إحدى فعاليات ساتوك
  • لدى الشيخة إيمان عميق بحق الأجيال الجديدة في مستقبل أفضل، فماذا عن أطفال سورية وفلسطين الذين قضوا بالآلاف؟

عندما نتحدث عن أطفال فلسطين وسوريا هذا يعنى ذلك أننا نتحدث عن الألم بكل معانيه، فالدموع لا تكفى، لان جرحنا عميق. فأطفال فلسطين يدفعون ثمناً غالياً بعمر قضيتهم العادلة، ويواجهون عدو، بل مستعمر لا يؤمن بحق هؤلاء الأطفال فى الحياة الآمنة، وهذا نوع من التفريق القائم على العرق، وهنا يمكننا القول أنها (عنصرية).

ونحن في “ساتوك ” نرفض العنصرية لان أساس عملنا قائم على زرع الابتسامة على وجه الأطفال بغض النظر عن الدين أو اللون أو العرق.

 ومن الجهة الأخرى رأينا فظاعة ما يلاقيه الطفل السوري على مدى أكثر من 3 سنوات مضت، وبالفعل ما يحدث هو مأساة عصرية بكل ما تعنيه الكلمة للسوريين بصورة عامة والأطفال جزء من كم كبير، فالمرأة والشيوخ والعجائز كلهم ضحايا للوضع فى سوريا، وغالباً ما يدفع الأبرياء الثمن في صراع ليس لهم يد فيه، فأحيانا عندما ينعدم المنطق، وتختفي العقلانية، لابد أن تسيطر شريعة الغاب، حيث القتل، والدماء البشرية، التي هي غالية.

فالنفس البشرية هي ذات قيمة عالية عند الله ويقول الله “من قتل نفساً بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا” لذا على العالم أن يساعد في وقف هذه المهازل التي تعيشها بلداننا، يجب أن يقف القتل، ويجب أن نرتقي بشعوبنا، فدمائنا ليست برخيصة. يجب أن يتحلى الجميع بالعقلانية ونحن في شهر كريم لماذا لا يتصالح الجميع الذين يتصارعون ونحن في أيام مباركة وفرصة للتسامح.

فبالتسامح سيتم عودة المشردين والأطفال الذين ذاقوا ويلات البرد والحر في الملاجئ إلى بيوتهم، وبالتكاتف مع المؤسسات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني يمكنهم أن يستردوا ولو جزء قليل مما فقدوه في السنوات الماضية نتيجة العنف والحرب المدمرة التي كانوا هؤلاء الأبرياء ضحيتها.

  • هل لدى المؤسسة أفكارا ومشاريع تنتشل أطفال الشوارع من الضياع في كثير من البلدان، خلافا لمصر”؟

ساتوك في الواقع لديها مشروع انتشال أطفال الشوارع فى مصر حاليا،وهو مرشح ليكون النموذج لدول عديدة أخرى في المستقبل، فهناك العديد من الدول في العالم تعانى من هذه المشكلة، وتوجد على نطاق عالي ومرتفع في دول أميركا اللاتينية على وجه الدقة. وهى تزداد في الدول التي تتسع فيها مساحة الفقر. وتقل التنمية وهى تأخذ وقت للعلاج، خصوصاً إذا كان هناك خطط إستراتيجية للتنمية. لان التنمية هي الخطوة الأولى للنهوض بالمجتمع. فدعنا نبدأ بمصر، وأتمنى أن يكون مشروعنا نواة لمشروعات أخرى في دول أخرى.

  • لماذا لا تقوم المؤسسة بشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني في الدول العربية، وبتداخل من الأكاديميين والاختصاصيين كل في مجاله لخدمة أهداف المؤسسة في دولهم؟

  ساتوك فى عامها الثاني، لكنها ولدت كبيرة، وذلك يرجع إلى العقول التي تقف خلفها وتتعاون معها. فهم خيرة العقول المتعلمة في أوروبا والدول العربية. أغلبهم أكاديميين. نحن نتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني، وبصدد عمل تشاركيات مع مؤسسات أخرى في الدول العربية، وهناك مداولات ومراسلات تدور بيننا وبين العديد من المؤسسات في الدول العربية خصوصاً الأجيال الشابة التي تشاركنا الأهداف.

  • ساتوك مؤسسة إنسانية في المقام الأول فما الدور الذي قامت به تجاه أطفال المخيمات المنتشرين في غير دولة مؤخرا؟

 بالنسبة لأطفال المخيمات المنتشرين حاليا فى عدد من النقاط، هو نتيجة عدم الاستقرار فى بعض البلدان أو شبح الحروب، ونتمنى أن يعودوا قريباً لبلدانهم. بمعنى أنهم موجودين لفترات مؤقتة. نعم هى قاسية، ومضنية، ومؤلمة. فهم لم يرتكبوا جرماً أو يقترفوا ذنباً يوصلهم للحالة التي هم عليها، هم من يدفعون ثمناً باهظاً، للاشيء. ومساعدتنا لهم هو بداية أن نتواجد معهم، نقضى يوما ترفيهياً معهم ليشعروا أنهم ليس معزولين، بالإضافة إلى مساعدتهم في توفير فصول دراسية لهم حتى لا يحرموا من التعليم، وتزويدها بالكتب والأدوات المدرسية. بالإضافة إلى بعض المساعدات اللوجستية. وكما ذكرت في البداية أن وجودهم مؤقت. فأتمنى أن تنتهي الأزمة ويعم الاستقرار بالمنطقة ونحتفل معهم في بلدانهم بعودتهم، وتشجيعهم على تعويض ما فاتهم في فترة معاناتهم في حياة المخيمات.

.. وتزور طفلا مريضا
.. وتزور طفلا مريضا
  • ماذا عن الدول التي تقحم الأطفال في العمل صغارا وفى مهن شاقة، هل للمؤسسة دور في تغيير ذلك النهج كمؤسسة راعية للطفولة؟

طبعا هذا مرفوض، وهناك العديد من مؤسسات الضغط في العالم تقاطع بعض الشركات التي تقوم بتشغيل الأطفال وصغار السن. وأيضا هناك ضغط على الحكومات في الدول التي تسمح بتشغيل الأطفال، ونحن نضم صوتنا إلى أصوات هذه المجموعات التي تنادى بعدم إقحام الأطفال فى سن مبكرة.وندعو الدول إلى سن قوانين تحرم وتجرم من يقوم بتشغيلهم.

  • هل من مشاريع قدمتها المؤسسة لرعاية الأطفال المحرومين من التعليم في البلاد النائية الأكثر فقرا في مختلف دول العالم؟

 كما ذكرت سابقاً، إننا في بداية عامنا الثاني،ونحاول أن نغطى أكبر مساحة ممكنة من العالم، ونحاول التواصل السريع مع الدول في حالات رصد اى ظواهر تخص الإهمال في التعليم، كذلك سفرنا بقافلة لمساعدة المحرومين لوجستياً، ومعنويا. فالمشاريع تحتاج دراسات واسعة وتأخذ أحياناً سنوات. وهذا ما نفكر فيه حاليا إنشاء قسم للمشاريع. بالإضافة إلى قسم دراسات للظواهر الاجتماعية وعلاجها.

  • وماذا عن الرعاية الصحية لأطفال أفارقة يموتون لعدم توافر أبسط وأقل سبل العلاج كلفة نظرا لفقر ذويهم المدقع؟

 نحن نساعد فى الرعاية الصحية، وورد في حديثي أن المشاكل أحيانا فى إفريقيا مشاكل ( مركبة ) حيث لا توجد مياه صالحة للشرب.

الأمراض الفتاكة تهلك بالبشر وليس الأطفال، وهذا يجعلنا نتعاون مع مؤسسات تعمل على الأرض هناك، بالإضافة إلى مد جسور لالتقاء مؤسسات المجتمع المدني للعمل السريع على أرض الواقع للحيلولة دون وقوع أضرار كبيرة. وهذا يعطينا الخبرة والتطور فى عملنا الإنساني.

  • ظاهرة العنف ضد الأطفال من قبل الخدم تنتشر في بعض دول الخليج فهل قامت المؤسسة بأي دور حيال ذلك؟

هذا الأمر مرفوض ويعتبر جريمة، وبدأت الحكومات تهتم به مؤخراً، وهناك حملات دولية للتصدي للعنف ضد الأطفال، فهناك العنف الأسرى ضد الطفل والذي أصبح من الجرائم الكبرى. ونحن لا نقر أي عنف يمارس ضد الطفل، فهدفنا هو زراعة الابتسامة على وجه الطفل. فالأطفال هم شباب الغد وسواعد الأمم للبناء. فالاهتمام بهم هو الكنز الاستراتيجي لدى الأمم والشعوب.

فيديو: دموع شيخة آل ثان وأفراحها 

https://www.youtube.com/watch?v=5vRHhQLz9dg#t=91

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى