صحراء أتاكاما تغطى بالزهور
![](https://hmak.org/main/wp-content/uploads/2015/11/1-788080.jpg)
صحراء أتاكاما في شمال تشيلي أكثر بقع الأرض جفافاً، تشهد ظاهرة فريدة تتمثل بانتشار الزهور الملوّنة على مساحات واسعة على هذه الأرض القاحلة، في حالة تسعد الإخصائيين والسياح على السواء وتعود إلى تيار “إيل نينيو” الساخن.
فعلى الكثبان الرملية الضخمة في صحراء أتاكاما، اجتاحت آلاف الأجناس من الزهور الصفراء والحمراء والبيضاء والأرجوانية هذه الأرض الواسعة التي تتسم عادة بطابعها الصحراوي الجاف.
وباتت هذه الأرض الصحراوية القاحلة والشاحبة في تشيلي مغطاة بآلاف من أزهار “نولانا بارادوكسا” الأرجوانية والبيضاء أو الـ”انيانوكاس” الصفراء.
وجاءت هذه النباتات لتكمل اللوحة الملونة التي رسمت معالمها أنواع أخرى متأصلة في تشيلي بينها نبتة “بوماريا أوفاليي” الحمراء الملقبة بـ”مخالب الأسد” أو نبتة “كالاندرينيا لونغيسكابا” المتعددة الألوان.
هذه اللوحة الطبيعية الفريدة تحصل مرة كلّ أربع أو خمس سنوات لكنها بلغت هذا العام مستوى استثنائياً غير مسبوق منذ عقود طويلة.
ويوضح راوول سيسبيديس الإخصائي في المتاحف والأستاذ في جامعة أتاكاما لوكالة الصحافة الفرنسية أنّ “هذا العام مميز نظرا إلى أنّ الكميات الكبيرة من المياه التي هطلت سمحت بمراقبة ما يبدو أنّه أكثر المشاهد روعة خلال السنوات الأربعين إلى الخمسين الأخيرة”.
وتمثل ظاهرة “ايل نينيو” المناخية حدثا ذا اهمية بالغة على صعيد الأرصاد الجوية وتترجم بتعاقب فترات من الجفاف والفيضانات. وتسجل هذه الظاهرة بوتيرة مرة كل سنتين الى سبع سنوات.
وتؤكد المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للامم المتحدة وجود “اثر كبير” لهذه الظاهرة على المناخ العالمي يتجلى عبر ارتفاع درجات الحرارة في المحيط الهادئ ما ينتج تغييرات في الغلاف الجوي وتبدل في سرعة الرياح وفي انظمة المطر في اميركا اللاتينية.
واتسمت ظاهرة “ايل نينيو” هذه السنة بحدة كبيرة كما أنّ كميات الامطار التي هطلت كانت كافية لبصيلات النباتات وجذورها للانبات والبقاء في هذه البيئة القاحلة.