صحف عالمية: الاعتراف بدولة فلسطين لا معنى له إذا لم تتبعه إجراءات حقيقية

تناولت صحف ومواقع عالمية أصداء الاعتراف الغربي المتزايد بدولة فلسطين، مشيرة إلى أن هذه الخطوة على أهميتها الرمزية، ستظل بلا معنى إذا لم تقترن بإجراءات عملية توقف الحرب في غزة وتفرض محاسبة على إسرائيل، معتبرة أن الاعتراف وحده لا يكفي لتغيير الواقع على الأرض.
وشددت صحيفة الغارديان البريطانية في افتتاحيتها على أن اعتراف لندن بالدولة الفلسطينية يجب أن يكون بداية لتحرك فعلي، لا مجرد محاولة للتخفيف من تأنيب الضمير، وأكدت أن الأولوية تبقى لوقف القتل في غزة، لكن الهدف الأوسع هو ضمان الحقوق الوطنية للفلسطينيين.
كما دعت الصحيفة البريطانية حكومة بلادها ودول أوروبا إلى استخدام نفوذها لوقف تصدير السلاح لإسرائيل، وتعليق التعاون العسكري والامتيازات التجارية والبحثية الممنوحة لها، والسعي لمحاسبتها أمام المحاكم الدولية، محذّرة من أن الترويج لفكرة الدولة الفلسطينية دون خطوات عملية يشكل “خداعا قاسيا وموقفا جبانا”.
أما واشنطن بوست الأميركية، فاعتبرت أن اعتراف فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا بدولة فلسطين يمثل تحولا جذريا في مواقف دول غربية كبرى لطالما ارتبطت بالتحالف الوثيق مع واشنطن وتل أبيب، مشيرة إلى أن هذه الدول كانت تمتنع سابقا عن الاعتراف قبل تسوية الصراع.
وربطت الصحيفة الموقف الجديد بالضغوط الشعبية والسياسية الداخلية، لا سيما في بريطانيا حيث واجه رئيس الوزراء كير ستارمر احتجاجات قوية من حزبه ومن الشارع الغاضب من الحرب على غزة، موضحة أن الخطوة قوبلت برفض إسرائيلي واسع وانتقاد أميركي لافت.
خطوة ناقصة
وبحسب واشنطن بوست، فإن الاعتراف يحمل قيمة رمزية بارزة ويعمّق عزلة إسرائيل الدولية، لكنه يظل خطوة ناقصة إذا لم يتبعها ضغط سياسي واقتصادي ملموس يمكن أن يؤثر على حسابات تل أبيب في استمرار الحرب.
من جهته، اعتبر موقع ميديابارت الفرنسي أن اعتراف باريس بفلسطين جاء متأخرا لكنه ضروري، مؤكدا أن غياب الإجراءات العقابية ضد إسرائيل سيجعل الاعتراف مجرد حبر على ورق، ولا يعفي فرنسا من المسؤولية والتواطؤ في ما وصفها بـ”حرب الإبادة الجماعية“.