بقلم: مهندس/ محمود صقر:
إذا كان الليبراليون العرب استغلوا الفرمانات الرئاسية بتجديد الخطاب الديني ، وركبوا الموجة العالمية لتركيع شعوبنا بطمس هويتها الإسلامية ، ووجهوا للخطاب الديني كل نقيصة.فهل لنا أن نسأل ما علاقة الخطاب العلماني بشقيه الليبرالي والماركسي بالعلمانية.؟؟!!فإذا كانت الليبرالية مشتقة من الحرية، وإذا كانت الماركسية تسوق بضاعتها بالدفاع عن الطبقات الكادحة.؟وإذا كان ترويجهم لأنفسهم اتكأ على أفكار ومعتقدات مفكرين عظام، ورددوا قول “فولتيير”: ( قد أختلف معك في الرأي ، ولكني على استعداد أن أموت دفاعاً عن رأيك ).فهل لخطابهم أي صلة بالليبرالية.؟؟!! للأسف خطاب الليبراليين العرب ينتمي لعصور الانحطاط في تاريخنا العربي.
فخطابهم مع مخالفيهم في الرأي رجع صدى لخطاب الشاعر الجاهلي “عمرو بن كلثوم”:
وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْـواً… وَيَشْـرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِيْنَـا
فصفو السلطة والوجاهة واحتكار الإعلام والتعليم والثقافة لهم، ومن يخرج من حظيرتهم له الكدر والطين.!!
وخطابهم مع السلطة رجع صدى خطاب الشاعر “ابن هانيء الأندلسي”:
ما شئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ فاحكُمْ فأنت الواحد القهّارُ
و كأنّما أنتَ النبيُّ محمّدٌ وكأنّما أنصاركَ الأنصارُ
أما خطابهم مع “أبناء العم” اليهود الغاصبين الذين يقتلون إخوانهم، فهو رجع صدى لحنان الشاعر “الحارث بن وَعْلة الجَرْمي”:
قَوْمِي هُمُ قَتَلُوا أُمَيم أخِي فإذا رمَيْتُ يُصيـبني سَهْمـي
فلَئِنْ عَفَوْتُ لأَعْفُوَنْ جَللاً ولَئِنْ سَطَوتُ لأُوهِنَنْ عَظْمِي
وإذا جلا الحكام سيوفهم، استحضروا قول أبي العلاء:
تَلَوْا باطِلاً، وجلَوْا صارِماً وقالوا: صدَقنا! فقلنا: نعَم.!!!
أليس هذا خطاب الليبراليين العرب أصحاب الأصوات العالية والمناصب المرموقة والوجوه اللامعة على الشاشات وعلى كبريات الصحف وفي عِشَش حظيرة وزارة الثقافة من كتاب وممثلين وإعلاميين….؟؟
أما يشعرون بالخزي والعار بخطابهم الجاهلي المتخلف هذا وهم ينصبون أنفسهم أوصياء على الأمة ويرمون غيرهم بكل نقيصة.؟!!!
وإذا كانوا قد اتخذوا من تجديد الخطاب الديني سبيلاً لهدم حصون الأمة وذوبان هويتها، فهلا أخبرونا عن السبيل لتجديد خطابهم الجاهلي المتخلف .؟؟
من المؤسف أن المطالبة بتجديد خطابهم المتخلف نوع من العبث لأن خطابهم لا ينبع عن فكر – سواء خطأ أو صواب -، ولكنه نابع عن هوى ومصالح وأجور ووظائف.
فليعرفوا قدرهم، ويصطفوا في كتاب التاريخ بجوار من سبقهم من المتسلقين والمتملقين والمنافقين.


