صقر:رسالة من خارج سرادق عزاء بلجيكا

بقلم/ محمود صقر

كالعادة بعد أي حادث إرهابي في الغرب “تحديداً” يركب الساسة ظهور بعضهم بعضاً للتسابق للظهور في سرادق العزاء وتقديم أشكال وألوان من الشجب والاستنكار والمواساة ..
ولو أتيح للشعوب المذبوحة جنوب المتوسط وشرقه أن تواسي شعوب الشمال المجروحة ، لسمعت شعوب الشمال رسالة لم ولن تسمعها من المشاركين عندهم في سرادق العزاء ؛ لأن المشاركين عندهم من الوجوه السياسية اللامعة مشغولون بتحويل المصاب إلى مكاسب سياسية ومباريات انتخابية ، ووراءهم قافلة من المتربحين من أحزاب عنصرية متطرفة ولوبيات صهيونية و أباطرة الإعلام وصناع الحروب .
أما نحن – الشعوب -فيجمعنا الشعور الإنساني .
يا شعوب الشمال :
نريدكم أن تعرفوا أن شعوب جنوب وشرق المتوسط المشار إليهم بأصابع الاتهام هم ضحايا المشاركين عندكم في سرادق العزاء.
فهم من زرع في بلادنا داعش وأخواتها لإجهاض ثورات شعوبنا ضد وكلاء حكامكم .
حكامكم تصوروا أن نار داعش ستحرق آمال شعوب الجنوب وستبيح دماءهم وأرضهم ، وأنتم آمنون وراء البحار .
ربما أعمى الطمع عيونهم أن يدركوا أن ثورة الاتصالات وسهولة المواصلات غيرت شكل العالم وحطمت الحدود الجغرافية.
رسالتنا لكم رسالة إنقاذ لنا ولكم ، ساعدونا وساعدوا أنفسكم بالوقوف في وجه هؤلاء الساسة من تجار الحروب.
نحن شعوب مقهورة تحت وطئة السلاح ، أما أنتم فكلمتكم مسموعة.
يا شعوب الشمال :
لكم تجربة رائدة لخدمة البشرية في الوقوف أمام ساسة الدول الكبرى في حماية البيئة حفاظا على كوكبنا الأرضي .
رفعتم أصواتكم ووقفتم أمام أطماع ساسة الدول الصناعية الكبرى والشركات عابرة القارات التي تدعمهم ، ونظمتم عام 2014 أكبر حملة شعبية شملت مئات المدن وشارك فيها ملايين البشر.
أثمرت جهودكم تداعي الدول الصناعية الكبرى للاجتماع في قمة المناخ عام 2015 ورضوخها إلى كثير من مطالبكم.
نطالبكم بالقيام بحملة ( للحفاظ على الإنسان ) .
نطالبكم كما أدركتم بوعيكم أن الماء والهواء لا يعترفان بالحدود الجغرافية المصنوعة بين الدول .
نريدكم أن تدركوا أيضاً أن نيران الحروب التي تشعلها الدول الصناعية الكبرى وصنائعها من داعش وأخواتها لم تعد تعترف بالحدود .
إن مصابكم هو مجرد شرر متطاير من نيران الحروب المشتعلة في بلادنا .
ذات الوجوه التي تمطركم بمعسول الكلام في سرادق العزاء .. هي ذاتها التي تشعل النيران .. هي ذاتها التي أفسدت الماء والهواء .. هي ذاتها المتسببة فيما تعانونه وما نعانيه نحن من آلام الإرهاب.
وإن كان الضحايا عندكم بالعشرات ففي بلادنا بمئات الآلاف .
ارفعوا صرخاتكم في وجه الوجوه المزيفة داخل سرادق عزائكم .. إنهم سر بلائنا وبلائكم .