آراءدولي

صقر : الاستحمار : بين الصياد الغدار والثعلب المكار .

بقلم : مهندس / محمود صقر  :     محمود صقر                                                                       

الثعلب المكار له ألف اسم مستعار
يجوس تحت أعماق الديار
يتسلل تحت المدارس والمستشفيات والآبار
والصياد يتتبعه من السماء
تارة بقصف مدرسة أو مستشفي أو دار.
والثعلب ينتقل بخفة واقتدار
وجمهور العرب يتسمع الأخبار
وكأنها مسلسل أو فيلم أو حفل زار
والصياد في السماء يوجه الثعلب حيث شاء
من سوريا لليبيا للعراق … إلي سيناء.
والعرب نائمون خائفون فزعون خلف الشاشات
يبتهلون بالدعاء للصياد الغدار
أن ينجح في حرق الديار
بحثا عن الثعلب المكار.!!

اختاروا للثعلب اسم “بن لادن” وضربوا مصنع حليب الأطفال في السودان ودمروا أفغانستان بحثاً عن الثعلب المكار.!!
اختاروا للثعلب اسم “أسلحة الدمار الشامل” ودمروا العراق وبنيتها وآثارها بحثا عن الثعلب المكار.!!
أما ثعلب العصر والأوان فاختاروا له اسما يعبر عن عنوان المرحلة وعدو الساعة (الدولة الإسلامية)- “داعش
ثعالب ربوها على أيديهم ، يطلقونها حيث شاءوا وقتما شاءوا.
فبينما الصياد يبحث عن الثعلب في سورية، تتوالى التصريحات الرسمية بتوجه الثعلب بحركة بهلوانية إلى ليبيا.!!
ألم أقل لك إن الصياد هو من يحدد وجهة الثعلب بحسب المصلحة؟!!
إنها حرب المخلب والناب، حرب بين الحيوانات طمعاً في الكلأ والماء طبقاً لشريعة الغاب، حرب قذرة لا إنسانية فيها ولا مبدأ ولا أخلاق، بالأمس كانوا يصيحون برحيل زميلهم الأسد، واليوم يُلْقون له لحم الأطفال.
يا سادة يا كرام: لم تعد الحروب بالفتوة والعضلات، من يمتلك صناعة السلاح ويتحكم في تجارتها هو من يتحكم في مكان الحرب وزمانها، وهو من يستطيع أن يحول المهزوم منتصراً في الوقت الذي يريد.
فمن يصنع السلاح هو من صنع “داعش” وسماها “الدولة الإسلامية” وجعلها في غمضة عين تستولي على ثلث العراق، وجعلها طوق النجاة لنظام “الأسد” الجريح المتهاوي.
الصياد الغدار الذي يحتكر صناعة السلاح، يسوق الشعوب نحو الحرب بمنطق الربح والخسارة.
بعد أن انقشع غبار مطاردة الصياد الغدار لثعلب “أسلحة الدمار” في العراق كان حساب الخسائر: دمار دولة وأكثر من نصف مليون قتيل.
وفي المقابل وبعد سنة واحدة من غزو العراق نشرت صحيفة “الفايننشيال تايمز”: (زادت أرباح شركة هاليبرتون 80% ، وشركة بكتل 158% ، وشركة صناعة الأسلحة لوكهيد مارتن 300% .)
وهذه الشركات ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالرئيس الأمريكي بوش وأفراد إدارته.
بالله عليكم: ألا تستحق هذه المكاسب كل هذه الخسائر.؟!!
هل تذكرون رد مادلين أولبرايت على سؤال مقدمة البرامج ليزلي ستاهل هل الثمن الذي يدفعه أطفال العراق -نصف مليون طفل ضحايا القصف وسنوات الحظر- يستحق التصميم الذي تظهره الولايات المتحدة لتحقيق أهدافها في العراق.؟!!
فأجابت: أعتقد أن هذا خيار صعب جداً… إلا أن الثمن كما نعتقد يستحق ذلك.)!!
وسوف ينقشع غبار مطاردة ثعلب داعش على دمار منطقة بأكملها وإعادتها إلى ماقبل العصر الصناعي بحسب تعبير المبعوث الخاص للأمم المتحدة الذي زار العراق بعد الحرب.
ليقتسم الدب الروسي والغرب (المتحضر) غنائم إعادة الإعمار وإعادة تشغيل الآبار المحترقة ومساعدة الشعوب المتخلفة باحتكار استغلال الكنوز المدفونة في أراضيهم، ومساعدتهم في (التحضر) بمزيد من استهلاك بضاعة الغرب.!!!
أما ما يطيش بعقلك ياعزيزي ويعصر قلبك ويحرق أعصابك..، هذا الكم من البلادة والبلاهة الممزوجة بالجبن والخنوع لذلك الجمهور من أصحاب المنطقة المحروقة بين متغابي ولامبالي، وبين غبي متحمس لتشجيع من يحرق أرضه (اغضب يا بوتن).!!
بل و
يبتهلون بالدعاء للصياد
أن ينجح في حرق الديار
بحثا عن الثعلب المكار.!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى