آراءدولي

صقر: قانون الطفو في السياسة والاجتماع.

بقلم: مهندس/محمود صقرمحمود صقر

 قانون الطفو في سياسة الدول المتخلفة يعني حماية تلك الدول من الغرق ، ومنعها من الإبحار. فغرق هذه الدول المتخلفة سيحرم العالم من سوق رائجة لبضاعته وسلاحه، وسيحرمه من ثروات تلك الدول وخاماتها وطاقاتها البشرية. وإبحار الدول المتخلفة من حالة الطفو سيجعلها تستثمر ثرواتها وتُفَعّل طاقاتها وتصل لحد المنافسة أو حتى المغالبة للدول المسيطرة. إذاً الحل أن تبقى هذه الدول طافية: لا هي غارقة، ولا هي مُبحرة. على هذا القانون استقرت السياسة الغربية ضد الشرق لعدة عقود. وفي هذا الإطار تستطيع أن تفهم إمداد الغرب الأطراف المتقاتلة على أراضينا بالسلاح والدعم أياً كان توجهها. وتستطيع أن تفهم معنى المؤتمرات الاقتصادية الداعمة ومؤتمر إعمار غزة ومؤتمر أصدقاء سورية …. فكلها تنفض عن شعارات ووعود مُسَكنة تحاول الإبقاء علي حالة الطفو لتلك الكيانات كي تستمر في دور العبد الخادم لأسياده. وتستطيع أن تفهم أيضاً سر تلك العاصفة الهوجاء التي حلت بعالمنا العربي لمجرد محاولتنا الإبحار والإفلات من حالة الطفو. قانون الطفو ياسادة يا كرام يستلزم صناعة الفراغ، أي تفريغ المجتمع من قيم التقدم والإبحار. فلا العلم في تلك البلاد علما، ولا الفن فنا، ولا الدين دينا….كلها تتحول لشعارات فارغة من محتواها. ويتحول المجتمع إلي فراغ تملؤه التفاهة، وفقدان الهدف، وضياع الهوية، وغياب الوعي… في هذا المجتمع الفارغ ثروة بلا استثمار، وسواعد بلا إنتاج، وأموال بلا فاعلية، ودين بلا تأثير، وعقول بلا تفكير، وثقافة بلا أصالة….إنه الفراغ…التفاهة…التيه… إنه قانون الطفو .!! وقانون الطفو يستلزم محاربة أي محاولة لإبحار المجتمع نحو امتلاك الإرادة وتحرير الإنسان. ستهب علينا كل العواصف والأنواء في اللحظة التي نبحر فيها نحو صناعة دوائنا وسلاحنا وإنتاج غذائنا. سيحاولون كسر الأشرعة وخرق السفينة في اللحظة التي نبحر فيها نحو تحرير الإنسان واستعادة الهوية والعودة إلي الذات. وهذه هي الحالة التي نعيشها اليوم لمجرد أننا حاولنا الإبحار وهم يريدون إعادتنا لمرحلة الطفو. قانون يجب أن نعلمه ومعوقات يجب أن ندركها ونقدرها لتكون نوراً لمن يحاول الإبحار من الماء الآسن الراكد الذي نطفو علي سطحه. (والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى