آراءدولي

صقر يكتب عن: السياسة الثقافية لمصر

محمود صقر
محمود صقر

محمود صقر:

نشرت جريدة الأهرام بتاريخ 9/8/2014 ورقة عمل مقدمة من الأستاذ / السيد ياسين مقرر اللجنة التي شكلها وزير الثقافة، وتم اعتمادها كرؤية ثقافية من اللجنة في اجتماعها بالمجلس الأعلى للثقافة في 4/8/2014.

وسنتناول هذه الورقة في حلقات نبدأها برؤية الورقة للدين كعنصر من أهم عناصر الثقافة.

وسنقف عند ما رصدته ورقة العمل عن الحالة الدينية الراهنة، وكيف عالجتها.

أولاً: رصدت الآتي:

[ (1) تدني الوعي الاجتماعي والثقافي مما سمح للتيارات الدينية المتطرفة – سواء في ذلك تيار الاخوان المسلمين أو التيارات السلفية – أن تغزو عقول هؤلاء المواطنين والتي تؤدي إلى نشأة ظواهر التعصب الديني والتطرف والتي تعد هي الأسباب الكامنة وراء الإرهاب.

(2) شيوع الاتجاهات الدينية المتخلفة والمتطرفة ابتداءً بأيديولوجية جماعة الاخوان المسلمين الإرهابية، وانتهاءً بالتيارات السلفية المعادية للحداثة بكل صورها السياسية والاجتماعية والفنية.

(3) المؤشرات الكمية كالتالي: 40 % معدل الأمية بين السكان، 26 مليون مواطن تحت خط الفقر، 16 مليون مواطن يعيشون في العشوائيات.

وهذه المؤشرات تشير بوضوح إلى الأسباب العميقة لتدني الوعي الاجتماعي والثقافي مما سمح للتيارات الدينية المتطرفة – سواء في ذلك تيار الاخوان المسلمين أو التيارات السلفية – أن تغزو عقول المواطنين….]

    هذا نقل حرفي من الورقة عن ما تم رصده.

    إذاً ما هو العلاج؟

    العلاج الذي ذكرته ورقة العمل هو: “تجديد الفكر الإسلامي”.

    وتبين الورقة أن مسألة “خطاب الإسلام الوسطي” – الذي يقوم فيه الأزهر بدور مشكور – لم يعد كافياً!!

    والمطلوب – حسب الورقة – هو الاجتهاد الفكري وفق خطة مدروسة في مجال “تجديد الفكر الإسلامي”.

إذاً يا سادة يا كرام: السياسة الثقافية لمصر تجاوزت الخطاب الوسطي الذي يقوم به الأزهر – لعدم كفايته – إلى مرحلة تجديد الفكر الإسلامي.

إذاً فمن يقوم بعملية تجديد الفكر الإسلامي؟

تُجيب الورقة: لا كهانة في الإسلام، وتقتضي هذه القاعدة ألا نترك عملية التفسير والتأويل لمن يتخصصون في الدين فقط، بل ينبغي أن تفتح لكافة المفكرين المؤهلين.

إذاً فمن هم هؤلاء المفكرين؟

تجيب الورقة: وربما كانت كتب المستشار “محمد سعيد العشماوي” نماذج ساطعة على اهمية الاجتهادات القادمة من خارج المؤسسات الدينية التعليمية.

فمن هو يا سادة يا كرام النموذج الألمعي الساطع لنماذج تجديد الفكر الإسلامي؟

إنه المستشار الذي كرس كتاباته لتشويه التاريخ الإسلامي، وانتقاء أكثر صفحاته دموية وظلاماً، وصبغ التاريخ الإسلامي كله بها حتى ينال من مبدأ الخلافة ومن ثم فصل الدين عن الدولة، مما دفع الشيخ “الشعراوي” والدكتور “محمد عمارة” وغيرهم كثير للرد على انحرافاته.

كما كرس كتابه “الإسلام السياسي” للدعوة لعدم صلاحية تطبيق الشريعة الإسلامية والنيل من كل من يطالب بها، مما دفع الأستاذ ” فهمي هويدي ” لوصف كتابه المذكور في مقال له: “كتاب محمل بجرعات من السم الرديء، أُريد بها اغتيال الشريعة الإسلامية وكافة المؤمنين بها والداعين إليها بلغة مقطوعة النسب بالعلم، ومشكوك في نسبتها إلى الأدب”.

هذه هي السياسة الثقافية لمصر التي اعتمدتها وزارة الثقافة للأربع سنوات القادمة فيما يتعلق بالشأن الديني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى