الصحوة الاجتماعيةمنوعات

ظلمات الظلم

يروى عن الصاحب بن عباد أنه كان ملكاً من ملوك الأندلس متغطرساً جباراً صاحب مُلك عظيم، لدرجة أن زوجته يوماً من الأيام عندما فتحت النافذة نظرت وطالعت فنظرت إلى نساء وهن يزرعن، فيخُضْن في الماء والطين، فقالت: يا ليتني أخوض معهن في الماء والطين.

فأراد الملك أن يعطيها ما يعجبها، فجاء بماء الورد وخلطه بتراب المسك، ثم جاء بها وبناتها وجواريها حتى يسرِنَ في هذا الماء فرحاً وسروراً.

وما إن مرت الأيام والليالي حتى أصيب بدعوة مظلوم، وإذا به يصبح سجيناً في جزيرة من الجزر البعيدة في البحر، وإذا ببناته أصبحن يتكففن الناس على الأبواب يطلبن اللقمة واللقمتين، وإذا بزوجته تلك التي خاضت في ماء الورد وتراب المسك أصبحت تخيط الملابس للناس من الجوع، ومن ضيق ذات اليد، فقال الملك لوالده ذات ليلة وهو مسجون معه في البحر: يا أبتي! أما ترى ما حلَّ بنا؟ بأي سببٍ هذا الذي حلَّ بنا؟!

 فقال الوالد: يا بُنَيَّ! دعوة مظلوم سرت في الليل ونحن نيام.. (وعزتي وجلالي لأنصرك ولو بعد حين) .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى