عبد التواب عثمان : الأمة في منعطف خطير يحتاج تصحيح للوعي
الأزهر اختتم مؤتمره الأول تجديد الخطاب الديني
التخصص وامتلاك الأدوات من ضوابط تجديد الخطاب الديني
كتب محمد عبد العزيز
عقدت كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة ، المؤتمر الدولي الأول تحت عنوان ” تجديد الخطاب الديني بين دقة الفهم وتصحيح المفاهيم ” ، برئاسة الدكتور جاد الرب أمين ،عميد الكلية، وبرعاية الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف من 16 إلى 17 مارس الماضي ، وذلك بقاعة الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر.
وفي هذا الصدد أكد المقرر العام المساعد للمؤتمر الدكتور عبد التواب محمد عثمان ، أستاذ الفلسفة والعقيدة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين أن المؤتمر نجح نجاحاً لافتاً وقدم عدد من التوصيات لو تم تنفيذها على أرض الواقع لكان مخرجاً لكثير من الأزمات في العالم الإسلامي .
وأضاف : أهاب المؤتمر بالجهات ذات الصلة بقضايا الوعي والفكر أن تقوم كل جهة بما أنيط بها حتى تخرج توصيات المؤتمر من حيز التنظير إلى حيز التنفيذ.
وقال عثمان:- لما كانت المؤتمرات ملتقيات فكرية يتم فيها تلاقح الأفكار وتلاقى الرؤى، ولما كانت الأمة الإسلامية اليوم في أمس الحاجة إلى طرح مثل هذه القضايا الخطيرة التي تمس أمنها وسلامتها خصوصًا في هذه المرحلة التي تمر فيها بمنعطف خطير.
وتابع : انطلاقا من الدور الريادي الذي يقوم به الأزهر الشريف على المستوى العالمي، فقد تم عقد هذا المؤتمر كخطوة إيجابية نحو التفاعل مع قضايا الأمة، وبعد الاستماع والمناقشة الجادة من بحوث قيمة وفق المحاور المحددة، اجتمعت اللجنة المشكلة من كبار العلماء والمفكرين والمعنيين بهذا الشأن لصياغة البيان الختامي والمتضمن للمقترحات والتوصيات المستخلصة مما تم طرحه من بحوث وانتهت اللجنة إلى التالي:-
أولاً:
يرى المؤتمر أنَّ تجديد الخطاب الديني لا يعنى التجرد عن أصول الدين وثوابته ومسلماته أو الخروج على مبادئه وأخلاقياته، وإنما يعنى البحث في أدلته المعتبرة ومقاصده العامة واستنباط ما يتفق منها ومتطلبات العصر.
ثانيا:
أنَّ للتجديد أصلًا في كتاب الله الكريم وسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وعمل المجتهدين من علماء الأمة، فلا يخفى على أحد أنَّ الخطاب القرآني تغير من النداء من (يا أيها الناس) في العهد المكي إلى (يا أيها الذين آمنوا) في العهد المدني، وكذلك في السنة النبوية المطهرة فى أحاديث كثيرة ومواقف متعددة من أهمها الحديث الصحيح الذي رواه الصحابي الجليل أبو هريرة – رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “إنَّ الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها”.
ثالثا:
تجديد الخطاب الديني له ضوابطه وأسسه التي يقوم عليها من أهمها: التخصص وامتلاك أدوات التجديد من استيعاب اللغة العربية وقواعدها وأسرارها وكيفية التعامل مع الأدلة الشرعية ومع تراثنا الخالد واحترام العلماء والالتزام بأدب الخلاف والموضوعية في المناقشة والمحاورة وغير ذلك.
رابعا:
أمر التجديد منوط بالأزهر الشريف بالتنسيق مع المجامع العلمية المختصة على مستوى العالم الإسلامي في إطار الاجتهاد الجماعي لعلماء الأمة.
خامسا:
تنفيذ ندوات علمية إعلامية بصفة دورية بالتنسيق مع علماء اعتمدهم الأزهر الشريف متحدثين فى مجال التجديد فى وسائل الإعلام المختلفة ووسائل الاتصال الحديثة لطرح الأفكار والمفاهيم والتساؤلات والرد عليها.
سادسا:
يطالب المؤتمر العلماء بالانتقال بأنفسهم إلى مواضع خطابهم من المنتديات العامة ومجتمعاتهم ومراكزهم الثقافية والتعليمية وسائر الملتقيات الشبابية.
سابعا:
ينبغى أن يعلم أنَّ أمن الأمة وسلامتها وسلمها المجتمعى قائم على المنهج الوسطى المعتدل المستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين وتراث العلماء العاملين المخلصين لدينهم ولأمتهم ولأوطانهم.
ثامنا:
قيام العلماء بواجبهم نحو تحذير الناس من القراءات المنحرفة التى يقوم بها بعض أدعياء الثقافة والتحضر وما يبنى عليها من فهم خاطئ للنصوص الشرعية ومقاصدها.
تاسعا:
واجب البيان على العلماء أيضًا أن يحذروا الأمة من قراءات أخرى منحرفة لا تقل خطورة عن سابقتها، وهى القراءات المبنية على التكفير والتبديع والتفسيق بدافع سياسى أو حزبى أو مآرب شخصية، وهذا فى الحقيقة تبديد لا تجديد.
عاشرا:
مراعاة طبيعة المتلقى للخطاب الدينى زمانا ومكانا وثقافة ونوعا
حادى عشر:
قيام المؤسسات المعنية بترجمة صحيح الدين وتفنيد الأفكار المغلوطة إلى اللغات الحية.
ثانى عشر:
تعزيز دور المرأة فى النهوض بالخطاب الدينى وإبراز دورها المتميز فى خدمة الإسلام عبر القرون.
ثالث عشر:
اتفاق علماء الأمة على كلمة فيما بينهم فيما يثار من قضايا ونوازل تعرض للأمة، فإن الاتفاق من شأنه لمّ الشمل ووحدة الصف على القرآن والسنة.
رابع عشر:
يهيب المؤتمر بالجهات ذات الصلة بقضايا الوعى والفكر أن تقوم كل جهة بما أنيط بها حتى تخرج هذه التوصيات من حيز التنظير إلى حيز التنفيذ، ومن قاعات النقاش والحوار إلى أرض الواقع.