
بقلم : مهندس / محمود صقر :
04/04/2015
في مؤتمر اقتصادي عالمي ضم وفوداً من دول غربستان وعربستان وقف ممثل دولة إسلامستان وقال : حل المشاكل الاقتصادية يكمن في قوله تعالى :
{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ…}
نظر ممثلو الدول بعضهم لبعض ثم علت ضحكاتهم ، وتوالت سخرياتهم : اجلس يا رجل .. نحن نتحدث عن العلم وأنت تتحدث عن تلك الغيبيات والخرافات … كفانا تخلف ورجعية ….
نظر إليهم الرجل بكل ثقة وثبات وقال : ومن قال لكم إن ما أقوله ليس علماً.؟؟!!
اليس وراء كل نظرية اقتصادية مرجعية فلسفية تقوم عليها،؟!
أليست مرجعية “ماركس”و”إنجلز” فلسفة اشتراكية.؟!أليست مرجعية “آدم سميث” مرجعية ليبرالية.؟!
إن كانت هذه هي المرجعية الفلسفية للنظرية الشيوعية والنظرية الرأسمالية، فإن تلك الآية هي عماد المرجعية الفلسفية لنظرية الاقتصاد الإسلامي.
إن عماد فلسفتنا الاقتصادية وبناءها الثقافي قائم علي الإنسان المؤمن التقي.
أليست الزكاة والصدقة والوقف والتكافل .. من ثمرات الإيمان والتقوى .؟
أليس من مقتضيات الإيمان والتقوى في الإسلام: إتقان العمل وعمارة الأرض والمحافظة على البيئة ومواردها الطبيعية …
أليس من أركان الإيمان والتقوى: محاربة الربا والكف عن الحرام والامتناع عن الرشوة والمحسوبية والفساد …
لماذا تستكثرون علينا أن يكون لنا ذاتيتنا العلمية والفلسفية والثقافية.؟!
أنتم ممثلو دول غربستان في سبيل إخضاعنا لكم، وجعلنا أمة تأكل فتات موائدكم، مارستم كل الوسائل لمحو شخصيتنا وذاتيتنا، وفي سبيل ذلك حقرتم ديننا وتاريخنا وتقاليدنا.
وأنتم ممثلو عربستان وقعتم في الفخ وبلعتم الطعم.. فقدتم ذاتكم ..احتقرتم أنفسكم وتاريخكم وعقائدكم ..فقدتم ثقتكم بأنفسكم وإيمانكم بقدراتكم ..رضيتم بمنزلة التابع الذليل الذي يأكل فتات الموائد.
أما أنتم زملائي من ممثلي دول إسلامستان فأنتم أيضا وقعتم في الفخ فمن شدة الحملة عليكم صرتم تخشون الجهر ب قال الله وقال الرسول) خشية أن يقال عنكم إرهابيون ورجعيون ومتخلفون وتجار دين.!!
وختاماً؛ أعيدها على مسامعكم أيها الحاضرون الساخرون: إن حل مشكلاتنا الاقتصادية يكمن في هذه الآية : { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ..}
وأزيدكم بما أوحاه الله تعالى لسيدنا نوح : { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (*) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (*) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}
نعم : استغفروا ربكم من الظلم والبغي والعدوان الذي ملأ دياركم .
استغفروا ربكم من الفساد الذي ظهر في بر بلادكم وبحرها.
……
نظر وفود دول غربستان لبعضهم ثم قال ممثلهم :” هذا كلام جديد على أسماعنا وهو كلام جدير بالنظر والتمحيص … “
وصفق طائفة من ممثلي عربستان لكلام ممثل دولة إسلامستان .
وطائفة آخرى من ممثلي دول عربستان غادروا القاعة معترضين وهم يقولون :
{ …….اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }!!!!